• لا.. للاندفاع والتهور وتعجل النتيجة • ولا.. للعب بطريقة جامدة طوال المباراة • ولا.. لاستنزاف اللياقة وضعف التركيز • ولا.. للتحضير البطيء في منتصف الملعب • ولا.. لتعمد الخشونة.. والتعرض للطرد • ولا.. للعب بمهاجم واحد.. وخط وسط متراجع • ولا.. للعب بغير هذه التشكيلة منذ البداية • ولا.. للاعتراض على قرارات الحكم أو الاهتمام بها مراقب وخبير فني يقول ** يخطيء المنتخب السعودي اليوم إذا هو طبق إحدى النظريات الكروية التقليدية المشهورة بحذافيرها امام المنتخب الكوري الشمالي في مباراة غير قابلة للاجتهادات بأي حال من الأحوال.. ** فالنظرية المعروفة ب (هاجم لتدافع) مثلاً ستكلفنا كثيراً في حالة تطبيقها منذ اللحظة الأولى لأنها ستتيح الفرصة لهجوم المنتخب الكوري ولأطرافه بالاندفاع بقوة إلى المرمى السعودي مستفيدين من الكرات المرتدة الخاطفة ومستغلين سرعتهم الفائقة في مفاجأتنا بهدف مبكر قد يصعب تعويضه بعد ذلك. ** أما النظرية المعروفة ب (جمِّد الكرة لتقتل في الفريق الآخر حماسه واندفاعه وتُسيطر على اللعب) فإنها ستكون هي الأخرى غير موفقة لأنها ستضيع وقتاً ثميناً يمكن استغلاله، كما ستتيح الفرصة مضاعفة للمنتخب الكوري لكي يشن على مرمانا هجمات مفاجئة في العمق أو من الأطراف في الوقت الذي تكون فيه درجة حرارة دفاعنا ووسطنا وهجومنا عند نقطة الصفر. ** أما النظرية الأخطر علينا في حالة تطبيقها فهي نظرية (دافع لتلعب على الهجمات المرتدة) وذلك باللجوء إلى الدفاع فقط.. فإنها ستجعل منتخبنا في حالة تراجع دائم.. وسوف يسمح ذلك للمنتخب الكوري بالتمركز في منطقة دفاعنا وتهديد مرمانا رغم كل السواتر الحديدية التي سنقيمها بتراجع الوسط إلى الخلف وانكماش الأطراف لأداء مهام دفاعية على حساب مهامهم الهجومية الأساسية.. وسنجد الكرة تستقر في نصف ملعبنا طوال الوقت.. في الوقت الذي سيكون فيه هجومنا معدوماً.. ومقدمته مشلولة.. ووسط ملعبنا مشغولاً بأكبر عدد ممكن من المدافعين الكوريين وعندها فإن حراسة مرمانا ستنهار لا سمح الله أمام سلسلة الهجمات الطائلة والمتنوعة التي ستنهال عليه من العمق ومن الأطراف في موجات سريعة لا يمكن الصمود أمامها على الإطلاق. ** فكيف نفوز إذاً ؟ وكيف نحصل على النقاط الثلاث ؟ وكيف نصل إلى تصفيات جنوب أفريقيا ؟ ** إن التحليل الفني المُبسط.. يقول لنا إن ذلك ممكن ومتاح رغم خطورة المجموعة الكورية.. ورغم إصرارها هي الأخرى على أن تعود إلى بلادها بالنصر وبالتأهيل.. ورغم عدم استعدادها للتفريط بتحقيق هذه النتيجة إن بالفوز علينا.. أو بالتعادل معنا.. فهم وإن كانوا يلعبون بفرصتين إلا أنهم حريصون على أن يحسموها بالفوز وليس بالتعادل وذلك يعني أنهم سيلعبون أمام منتخبنا.. وكذلك أمام جماهيرهم الحاشدة.. وأرضه المألوفة إليه وطقسه المتعب لهم.. وسوف يسعون إلى السيطرة على الكرة منذ اللحظة الأولى.. باعتبار أن المباراة ستكون مباراة حياة أو موت بالنسبة لهم.. وسوف يلعبون على العامل النفسي والعامل المناخي والعامل اللياقي في الوقت الذي قد تقودنا هذه العوامل مجتمعة إلى حالة من (الاسترخاء) و(الثقة) و(الطمأنينة) غير المبررة. ** لكن ذلك لن يتحقق لهم.. إذا التزمنا بالشروط التالية: • أولاً: التشكيلة المتجانسة والفعالة. • ثانياً: الانضباط التكتيكي طوال وقت المباراة. • ثالثاً: الأداء المحكم للخطة من قِبَل اللاعبين وعدم التقصير في أداء المهام. • رابعاً: الاحترام الكامل للخصم وعدم الركون إلى عوامل الأرض والجمهور ودرجة الحرارة المرتفعة. • خامساً: تجنب حالة الاستنزاف اللياقي عبر الأداء المتوازن للأدوار وعدم الارتباك في تنفيذ المهام ، واللعب على أساس الاستمرار بنفس واحد حتى النهاية. • سادساً: ضمان استمرار توازن الخطوط طوال شوطي المباراة .. فلا تهور ولا اندفاع غير محسوب.. وإنما تقدم وبناء هجمة صحيحة في الوسط وتحرك نشط على الأطراف وغزو منظم من هجوم المقدمة. ** ولحسن الحظ فإن العناصر المتميزة موجودة في منتخبنا.. وأن اختيار هذه العناصر منذ البداية سيوفر درجة أفضل من التطبيق المحكم للخُطة المتوازنة التي تحدثنا عنها. وتحقيق الأهداف المرجوة من ورائها بالرغم من تغيب (عبده عطيف) و(أحمد عطيف) عن هذه المباراة. ** والتشكيلة المناسبة – من وجهة نظر فنية بحتة – تتكون من: وليد عبدالله – أسامة هوساوي – نايف القاضي – عبدالله الزوري – حسن معاذ – حسين عبدالغني – خالد عزيز – عبدالرحمن القحطاني – محمد نور – ياسر القحطاني – نايف هزازي ** لكن هذه التشكيلة وحدها لا تكفي لتحقيق الخطة بدقة وإنما هو توفر الالتزام الكامل بالانضباط التكتيكي والهدوء النفسي وسرعة التخلص من الكرة والتحضير المتقن بعيداً عن التعطيل للكرة.. أو الاحتفاظ بها طويلاً أو تمريرها لمناطق فارغة.. أو إرسالها للخصم أو توجيه الهجمة للأطراف في الوقت الذي يوجد فيه خلل واضح وتباعد في خطوط الخصم وتقدم ملائم لهجومنا فلا يستغله في الوقت المناسب وبالشكل المناسب. ** إن ذلك يعني قيام حارس مرمانا (وليد) بدور برج المراقبة وتوجيه اللاعبين إلى الفراغات المطلوب استغلالها.. أو إلى تغطية مهاجمي كوريا وعدم كشف المرمى أمامهم.. وإلى الإبقاء على الكرة بعيداً عن مرماه.. وقريباً من منطقة مرمى الكوريين. فالحارس ولاسيما في ظل تقدم وسط وهجوم فريقه هو أفضل مدرب في الملعب وأحسن موجه لخطوط دفاعه وضبط درجة توازنه. ** وفي نفس الوقت فإن على أسامة هوساوي ونايف القاضي أن يرابطا في منطقة الظهر ولا يتقدمان كثيراً.. ولا يلعبان على خط واحد بحيث يكون أحدهما متقدماً بضع خطوات عن الآخر تبعاً لطبيعة الهجمة المضادة ويكون الآخر بمثابة صمام أمان آخر لمواجهة الهجمة في حالة تجاوز المهاجم الكوري بزميله المدافع الآخر.. وأن يكون متوسطا الدفاع حسين عبدالغني وخالد عزيز متقدمين قليلاً.. ومتابعين للهجمة المضادة وغير متباعدين.. لضمان أداء دور متوازن لمساندة الأطراف عند تقدم الخصم من أحدهما أو للتراجع خلفاً في حالة تقدم أحد متوسطي الدفاع أو للانطلاق أماماً وراء المهاجمين بتوازن محسوب.. يتقدم فيه أحدهما ويظل الآخر خلفه.. لاستقبال الهجمة المرتدة أو التمريرة الخلفية وإعادة إرسالها إلى الأطراف بسرعة وبإتقان.. أو إسقاطها فوق رؤوس المهاجمين عند وجود فجوة في خط الظهر الكوري.. أو لمباغتة الحارس الكوري بكرة ساقطة في حالة تقدمه عن المرمى. ** وعلَّى لاعبي الأطراف (القحطاني / نور) أن يكونا على استعداد تام لأداء الدور المطلوب منهما.. بالتَّقدم في حالة الهجمة وبالتراجع عند الحاجة إلى مساندة الظهيرين أو استلام الكرة منهما وتمكينهما من العودة إلى مواقعها تحسباً للهجمات المرتدة.. ورفع الكرة فوق رؤوس مهاجمينا.. لإرباك خط الظهر الكوري.. وكذلك لفك الاختناقات في حالة تكثف منطقة وسط الفريق الكوري وتزايد حاجة وسطنا إلى مساندتهما والقيام بعملية اختراق سريعة لظهيري الخصم ومفاجأة دفاعه بكرات سريعة يمكن أن تثمر عن هدف في أية لحظة. ** وفي كل الأحوال فإن بقاء المهاجمين (ياسر ونايف) في المقدمة أكثر فترات المباراة ضرورة قصوى لإرغام دفاع الكوريين على عدم التقدم أماماً وتشكيل ضغط على وسطنا.. وإرباك دفاعنا.. وكذلك للاستفادة من رفعات (القحطاني ونور) المحكمة.. ومنعاً للإرباك الذي قد تتسبب فيه عودتهما إلى الخلف وتكرار مهمة لاعبي الوسط في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى البقاء في المقدمة لاستقبال أي كرة قادمة من الوسط أو الأطراف. ** على أن وجود ياسر ونايف في المقدمة لابد وأن يكون مدروساً بحيث يتقدم أحدهما ووجود الآخر خلفه باستمرار لمساعدته على التخلص من رقابة الدفاع الكوري وتمرير كرة بينية قاتلة تسمح له بتسديدها إلى المرمى. ** لو حدث هذا.. وظل المهاجمان في المقدمة أطول وقت المباراة.. ووجدا مساندة من الأطراف فإنهما يستطيعان أكل الدفاع الكوري وغزو مرماه بسهولة مستفيدين من مهاراتهما العالية. ومن حسن استقبالهما للكرات العالية وتسجيلها أهدافاً بالرأس كما تعودنا ذلك من (نايف) وكذلك من مهارات ياسر المميزة في التخلص من الخصم ومفاجأة مرماه بكرات قاتلة. وهذا يعني أن المنتخب السعودي سيلعب المباراة منذ البداية بطريقة (3 / 3 / 4) تتحول بالتدرج في حالة الهجوم إلى (2 / 4 / 4) وتصبح في حالة توازن الهجمات (4 / 2 / 4) أما في حالة الدفاع فإن علينا أن نلعب ساعتها ب (4 / 3 / 3) مع تقارب الأطراف مع مهاجمي المقدمة للاستفادة من الهجمة المرتدة بالسرعة المطلوبة وتغيير وجه المباراة بذكاء. ** غير أن هذه التشكيلة قد تتعرض للتغيير في حالة عدم تمكن المدرب من إشراك الظهير الأيسر عبدالله الزوري أو أسامة هوساوي.. لإصابتهما مؤخراً وعدم مشاركتهما المنتخب بعض تمارينه الإعدادية.. ففي حالة غياب الزوري فإن المدرب قد يلجأ إلى إحلال (عبدالله الشهيل) للعب مكانه على أن يلعب (حسن معاذ) كظهير أيمن.. لكن لو لم يتمكن الهوساوي من اللعب وكذلك الزوري.. فان المدرب قد يضطر في هذه الحالة إلى إجراء عملية جراحية لخط الظهر بحيث يلعب بالشهيل كظهير أيسر.. ونايف القاضي وتكر كمتوسطي دفاع وحسن معاذ كظهير أيمن لإجادته التقدم ومساندة الهجمة باستمرار وإن كان تقدمه ليس مطلوباً في هذه المباراة لئلا تكشف خانته أمام جناح كوريا الأيسر.. ويصبح هو بمثابة ضعف في خط الظهر. ** وفي كل الأحوال.. فإن علينا أن ندرك الحقائق التالية عن الفريق الكوري والمتمثلة في: 1 – تمتع أفراده بسرعة فائقة وبتبادل سريع للكرة يربك خصومه 2 – قدرتهم على الغزو المباشر والنفاذ بسهولة إلى مرمى الخصم.. بمهارة عالية. 3 – لياقتهم البدنية العالية. 4 – سرعة التحضير ونقل الهجمة وتبادل المراكز بدرجة فائقة. 5 – تنويع التكتيك وفقاً لمقتضيات المباراة والتعامل مع الفريق الآخر حسب مناطق قوته أو ضعفه. 6 – حراسة يقظة.. تجيد الارتفاعات العالية والمفاجئة وإن أعيتها الكرات الأرضية على أن لديهم نقاط ضعف يمكن الاستفادة منها وفي مقدمتها: 1 – ضعف التركيز في التسديد من خارج منطقة ال (18). 2 – عدم استثمار الكرات الطرفية استثماراً جيداً رغم تميز هجومهم بالارتقاء المحكم. 3 – اندفاعهم إلى المقدمة – في بعض الأحيان – على حساب تماسك خط الظهر. ** وفي النهاية.. ** فإن الفرصة تظل كبيرة أمامنا للفوز بهذه المباراة لاسيما إذا حافظ اللاعبون على هدوئهم ولم يتسببوا في طرد أحدهم.. وإذا لم يُفرطوا في الثقة إلى درجة الاطمئنان إلى النتيجة.. وإذا لم يحافظوا على الحد المطلوب من الانضباط التكتيكي سواء في الدفاع أو الوسط أو هجوم المقدمة.. وإذا هم لم يلعبوا على أساس الفرصة الوحيدة.. وأقصد بها فرصة الفوز الذي لا يمكن تحقيقه في ظل الأخطاء. ** وسوف تكون هذه المباراة هي الاختبار الحقيقي لقدرتنا على عمل شيء في بطولة كأس العالم أو أن الإعداد لم يصبح كافياً للذهاب إلى جنوب أفريقيا، كما أنها اختبار حقيقي للمدرب (بوسيرو) والذي أرجو أن لا يتعجل التغيير ولاسيما في الشوط الأول.. وأن لا تفاجئه مجريات المباراة بتغييرات إضافية مربكة لحساباته.. وإن كنت أتمنى أن أرى في الشوط الثاني كلا من (تيسير الجاسم) في الوسط.. والسعران في المقدمة.. إذا استدعت الضرورة ذلك. ** وهناك فقط عدة ملاحظات صغيرة لا يجب إغفالها وهي: الحذر الشديد من (تجليات) نايف القاضي.. وأسامة هوساوي.. القاتلة في بعض الأحيان وعدم تأهب لاعبي وسط الملعب (حسين / عزيز) لتغطيتهما بسرعة فائقة.. وضعف التركيز بتوجيه الكرة للخصم وقطعها بسهولة من قِبله وارتدادها بسرعة إلى مرمانا.. وكذلك أُحذِّر من اشتباكات محمد نور المتكررة بالمدافعين وتعطيله للكرة ومبالغته في المحاورة. ** وإذا كانت هناك نصيحة أخيرة أوجهها للاعبينا فهي عدم الانشغال بحكام المباراة.. أو الانفعال بقراراتهم.. أو المبالغة في التمثيل في خط دفاع الكوريين.. لأن ذلك سيخرجنا من أجواء المباراة.. وقد يفقدنا السيطرة عليها.. وذلك ما لا نتمناه ولا نرجوه.