تلقت تركيا ضربة موجعة من واشنطن، إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرمان أنقرة من مقاتلات “إف 35″، بسبب بدء الأتراك في استلام منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس 400”. وجاءت الخطوة الأميركية بعدما وصلت أولى الشحنات من المنظومة الروسية إلى قاعدة قرب العاصمة التركية أنقرة، في الثاني عشر من يوليو الجاري. وأبدت واشنطن معارضة شديدة لهذه الصفقة بين أنقرة وموسكو، وأكدت أنه لا يمكن لتركيا أن تجمع بين مقاتلات “إف 35” الأميركية المتطورة ومنظومة الدفاع الروسية، لأن هذا “الخلط” قد يؤدي إلى تجسس وكشف أسرار عسكرية. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يراهن على نظيره الأميركي الذي حاول التماس الأعذار لأنقرة، وقال إن الأتراك لم يجدوا حلا سوى الروس، بعدما رفضت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أن تبيعهم “منظومة باتريوت”. لكن ترامب لم يحم تركيا من قانون مكافحة أعداء الولاياتالمتحدة، الذي يعرف اختصارا ب”كاتسا”، وجرى إقراره سنة 2017 بغرض التصدي لعدد من الخصوم الأجانب؛ وهم روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وبموجب هذا القانون، يحق لرئيس الولاياتالمتحدة أن يختار 5 عقوبات من بين 12 عقوبة، حتى يفرضها على تركيا التي قررت إبرام صفقة عسكرية ضخمة مع روسيا رغم كونها بلدا عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وبحسب ما نقل موقع “بوليتيكو”، فإن هذا الإجراء العقابي الصادر عن البيت الأبيض قد لا يكون سوى البداية، لأن الرئاسة الأميركية لم توضح ما إذا كانت ستفرض عقوبات أخرى في إطار قانون مكافحة خصوم الولاياتالمتحدة الأجانب المعروف ب”كاتسا”. لكن قرار استبعاد تركيا من مشروع أحدث مقاتلة أميركية، ستكون له تبعات أيضا على الولاياتالمتحدة، لأن تركيا تصنع أكثر من 900 قطعة في مقاتلة “إف 35″، في الوقت الحالي، وبما أن التعامل مع أنقرة في هذا المشروع قد وصل إلى نهايته، فإن وزارة الدفاع الأميركية ستضطر إلى البحث عن بديل. وتخشى أنقرة أن يؤدي فرض عقوبات أميركية جديدة إلى إلحاق أضرار كبيرة بعملتها الليرة التي هبطت ب2 في المئة مباشرة بعد بدء تركيا في استلام الأجزاء الأولى من منظومة الدفاع الروسية. وسارعت الأخيرة إلى استجداء واشنطن لجعلها تتراجع عن قرارها الخاص بإخراجها من برنامج مقاتلات “إف35” وبحسب وسائل إعلام محلية، جاء الاستجداء التركي في بيان أصدرته وزارة الخارجية، قالت فيه: إن “هذه الخطوة أحادية الجانب لا تنسجم مع روح التحالف ولا تعتمد على أي مبرر مشروع”. وأضاف البيان: “ندعو الولاياتالمتحدة إلى التراجع عن هذا الخطأ الذي سيلحق أضرارا لا يمكن إصلاحها بعلاقات البلدين”. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، قالت إن شراء تركيا منظومة (إس-400) الروسية يخالف التزاماتها نحو حلف شمال الأطلسي(ناتو)، وستكون له تداعيات خطيرة. وأكدت المتحدثة باسم البنتاجون لشؤون تركيا، كارلا جليسون أن الوزارة ستبدأ رسميا استبعاد تركيا من برنامج المقاتلات إف-35، وأن الإدارة الأمريكية كانت واضحة حينما طالبت تركيا بالاختيار بين منظومة (إس-400) ومقاتلات (إف35). وأضافت أن الوزارة أعطت مهلة للطيارين الأتراك الذين يتدربون في أمريكا لمغادرة البلاد بحلول 31 يوليو الجاري. وفي وقت سابق، أكد البيت الأبيض أن قرار تركيا شراء نظام الدفاع الصاروخي (إس400) يجعل من المستحيل استمرار مشاركتها في برنامج المقاتلة (إف-35). وتابع البيت الأبيض في بيان: “المقاتلة إف-35 لا يمكن أن تتعايش مع منصة روسية لجمع معلومات المخابرات سوف تستخدم للاطلاع على قدراتها المتقدمة”.