تتسع الحرب التجارية بين واشنطن وبكين لتشمل صناعات التقنيات الذكية ، وعنوانها في هذه المرحلة جوجل الأمريكية وهواوي الصينية بعد قرار الأولى حرمان الأخيرة من نظام التشغيل (اندرويد) لهواتفها، فيما أعلن الرئيس الأمريكي أن المفاوضات التجارية مع الصين قد تشمل ملف شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي. وعلى ضوء صراع عملاقي تكنولوجيا الاتصالات ، كشفت هواوي أنها ستطرح منصة تشغيل خاص بها للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمول في الصين، بحلول الخريف القادم، بعد أن أدرجت الولاياتالمتحدة الشركة هواوي في القائمة السوداء التي تضم 68 شركة صينية ، في ضربة موجعة للشركة الصينية، ستقلص من حصتها السوقية الضخمة عالمياً، والتي تقدر بنحو 13 % من المبيعات العالمية. وقال رئيس أعمال المستهلكين في شركة "هواوي" إن النسخة الدولية من نظامها المنتظر قد تكون جاهزة في الربع الأول أو الثاني من العام القادم 2020. فيما تقدمت الشركة الصينية بشكوى في محكمة اتحادية في تكساس ضد القانون الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب والذي يحظر الوكالات الفيدرالية والمقاولين من شراء معداتها وخدماتها، وطبقا للمصادر ستحل المنصة – المسماة "هونج منج" تدريجياً محل نظام أندرويد. فيما قال المسؤول في الشركة: لا نريد أن نفعل هذا، لكننا سنضطر إلى ذلك بسبب الحكومة الأميركية. أعتقد أن هذا النوع من الأمور، لن يكون مجرد أخبار سيئة بالنسبة لنا، ولكن أيضًا أخبار سيئة للشركات الأميركية لأننا ندعمها. ويعني قرار جوجل حرمان أجهزة هواوي من نظام التشغيل (اندرويد) الشهير، أنه لن يكون بمقدور مستخشدمي هواوي الوصول إلى خدمات وتطبيقات واسعة الانتشار تملكها جوجل أهمها البريد الإلكتروني "جي ميل" وخرائط "جوجل مابس" وعدم القدرة على تحميل أي تحديثات مقبلة لنظام أندرويد على هواتفهم ، وإن كانت وزارة التجارة الأميركية أعلنت عن مهلة مدتها 90 يومًا قبل تنفيذ قرار الحظر، مما يسمح لهواوي بالاستمرار في استخدام بعض الخدمات ، تسمح خلالها للشركة بشراء سلع أميركية الصنع من أجل الحفاظ على الشبكات الحالية، وتوفير تحديثات البرامج لأجهزة هواوي الموجودة لدى العملاء الحاليين. ورغم أن الضربة تخنق هواوي ، لكن الحملة الأميركية ضدها ستؤثر ي نفس الوقت سلبا على الشركات الأميركية التي تبيع منتجاتها الدقيقة لهواوي، فمن أصل 70 مليار دولار أنفقها عملاق التكنولوجيا الصيني على شراء مكونات الصنع في عام 2018، تجني الشركات الأميركية حوالي 11 مليار دولار، خاصة شركتي "كوالكوم" و"إنتل" ، وبحسب تقرير أمريكي أشارت إليه رويترز ، فإن قيود التصدير على الشركة الصينية ستكبد الشركات الأميركية ما يصل إلى 56.3 مليار دولار، خسائر في المبيعات على مدى خمس سنوات، بحسب ما نقلته "رويترز". من جهتها نفت (إنفينيون) الألمانية لصناعة الرقائق تقريرا نشرته صحيفة يابانية عن تعليق شحناتها إلى هواوي تكنولوجيز بعد أن فرضت واشنطن قيودا على التصدير إلى شركة معدات الاتصالات الصينية. وقالت إن قيود التصدير الأميركية التي أعلنتها إدارة الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي لا تشمل معظم منتجاتها ، مشيرة إلى أن معظم المنتجات التي تُوردها إنفنيون لهواوي لا تخضع لقانون قيود التصدير الأميركي، ولذا فإن الشحنات ستستمر. وكانت شركة هواوي قد كشفت النقاب مؤخرا عن هاتفها الذكي الجديد القابل للطي متضمنة الجيل الخامس 5G من الاتصالات المتنقلة ، لكن في هذه المرحلة من العقوبات الأمريكية ، عليها أولا تجاوز هذا الخناق الاقتصادي الذي باتت فيه ترسا من تروس الحرب التجارية من جانب الولاياتالمتحدة التي اتهمت هواوي بالتحايلات القانونية المالية والتخوف من استخدام تقنيات في التجسس. وحتما سيكون على هواوي في نهاية المطاف تسوية الأزمة الخانقة بتنازلات مالية حتى في حال تراجع الحرب التجارية بين واشنطن وبكين ، وأن تؤسس نظامها التشغيلي الخاص بها على غرار ما قامت به آبل لهواتفها من طراز "آيفون" لتجاوز حظر جوجل، لكن كافة الحلول قد تتطلب الكثير من الوقت. قصة العملاق الصيني – تأسست شركة هواوي الصينية في عام 1987 م ، برأس مال لا يزيد عن 3 آلاف دولار، على يد المهندس العسكري السابق في الجيش الصيني (رن زتشنغ في) ، وكان يبلغ في حينه 42 عاماً – مارست بداية العمل في حقل الاستشارات، ثم انتقلت إلى تقنية الاتصالات. – في العام 2009 أعلنت الشركة عن أول هواتفها الذكية وتعاونها مع شركة (تي موبل) لطرحه في الأسواق الأميركية – تعد هواوي من أسرع الشركات نمواً في سوق الاتصالات والأجهزة الذكية وترتيبها الثاني بعد سامسونغ من حيث الحصة السوقية العالمية لانتشار هواتفها . – لدى هواوي عدة شركات من ضمنها (أونر) المتخصصة في الأجهزة والهواتف الذكية – تمكنت بتقنياتها الحديثة من اكتساح سوق الشبكات في زمن وجيز ومنافسة كبرى الشركات وإجبارها على تخفيض أسعارها وأيضاً منافستها في أسواقها بالولاياتالمتحدة وكوريا وأوروبا. – تعد شركة هواوي من كبار الشركات المستثمرة في مجال تطوير شبكة الجيل الخامس وتطبيقاتها للمدن الذكية والبنية التحتية لشبكات الاتصالات.