هناك حكمة بالغة تؤكد :» اذا أردت أن يديم الله عليك ماتحب ، فأحرص على أن يرى الله منك مايحب».. وقديماً قالوا :» النفس آمارة بالسوء «.. محطة يجب التوقف عندها حتى نغير ما في أنفسنا تجاه بَعضُنَا الاخر ، لاسيما ونحن في هذا الشهر الفضيل الذي يحتم علينا مراجعة شاملة ووافية لكل تصرفاتنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا ، وأحياناً أخرى نحتاج للوحدة لنراجع أعمالنا ومعالجة أخطائنا ، لان الحياة لن تتوقف عند مرحلة معينة ، لذا لابد من التزود بسلاح الإيمان لتزداد قوة نحو حياة أفضل للكل.. وهنا علينا أن نتذكر الحديث الشريف : « لايؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه «.. ففي الدول الراقية والمتقدمة فكرياً يحسبون ألف حساب لكل كلمة قبل أن يتلفظوا بها ، ويحسنون التصرف في كيفية التعامل مع الآخرين ، كل ذلك قواعداً ونظم للتعامل حددها ديننا الاسلامي الحنيف « الدين المعاملة» ، وهي راسخة في القرآن الكريم ولكن أغلبنا عنها غافلون! كم نحن في حاجة ماسة للتعامل الإنساني الراقي الصادق في حياتنا اليومية ، بعد أن اندثرت الأخلاق وضاعت القيم وزاد النفاق ، وأضحت المصالح الشخصية الضيقة تتسيد مجمل تصرفاتنا اليومية الا من رحم ربي وأتى الله بقلباً سليم.. علينا أن نتلمس حاجات الكثير من الناس في شهر الخير ، فهناك بيوتاً لاتجد قوت يومها ، وهناك من هو طريح الفراش ولا يملك أجر الدواء ، وهناك محتاجين كثر تمنعهم عزة النفس من التسول ! فهل حسبنا حساب هؤلاء ضمن محطاتنا اليومية حتى نتوقف عندها ونقوم بتأدية الواجب الإنساني هنا وهناك! علينا أن نلتزم بالأطر التي حددها الدين في تعاملنا ، وعلى القيم والاخلاق التي انتهجها رسولنا الكريم علية أفضل الصلاة والسلام ، حتى نحقق شيئاً ما لأنفسنا ، وأن نسعى لعمل الخير حتى نكون من الذين يزرعون الخير في الدنيا ويحصدونه في الآخرة بإذن الله.. مختصر مفيد.. اللهم أنت العظيم الذي عز شأنك .. وأنت الرحيم الذي فاض على الوجود إحسانك .. وأنت الغفور الذي شمل كل شيء غفرانك.. اللهم أفتح لنا مغاليق الأبواب .. وهَيِّئ لنا خير الأسباب .. وأرزقنا خيرة الأصحاب.. وأجعلنا من أهل التقوى وأولو الألباب.. برحمتك ياعزيز ياوهاب يا أرحم الراحمين.. أخيراً وليس آخراً .. مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم.. [email protected]