قلت قبل مواجهة الاتحاد بالنصر في مقالتي السابقة: إن النصر لمن حضر، وليس بمن حضر . وقلت أيضاً: إن النمور المفترسة، إن جاعت، لايمكن أن تتنازل عن فريستها، مهما كانت الظروف. وتوقعت قبل مواجهة الاتحاد بالنصر، أن النصر، بإذن الله تعالى، سيكون للاتحاد بهدفين .. وتحققت النتيجة في الشوط الأول، بعد أن أودع الكسندر الجبّار كرتين من نار في شباك النصر أحرقت كل (غرور) كان ينتاب من لا يعرفون نادي الاتحاد العريق .. ومن غفلوا عن التاريخ الاتحادي المجيد.. الممتد منذ أكثر من 94 عاماً، والمليء بالصولات والجولات والإنجازات والبطولات والألقاب الآسيوية والمركز الرابع على مستوى أندية العالم . كرتان من نار، قذف بهما النجم الاتحادي بيرجوفيتش الكسندر في الشباك النصراوية؛ ليحرق غرور كل (متغطرس) .. تحدث عن مواجهة فريقه بعميد آسيا وبطلها وكأنه قد ضمن الفوز بالثلاث نقاط . كرتان من نار، أحرق بهما الاتحاد خلال الحصة الأولى من مواجهته بالنصر كل الأقاويل الفارغة .. والتحديات الغارقة في بحرٍ من الغرور، الذي طفح على تويتر .. فمنهم من قال، إنه سيخرج عارياً إذا لم ينتصر النصر بهاتريك لحمدالله .. ومنهم من قال إنه سيقدم مكافأة لكل لاعب اتحادي في حال فوز الاتحاد أو تعادله، وأنه يراهن لأنه يعرف جيداً أن الاتحاد لن يفوز . والكثير من الترهات، التي أطلقها بعض النصراويين قبل مواجهة عميد الأندية السعودية والآسيوية وكأنهم يتحدثون عن فريق عادي وليس واجهة الكرة السعودية وعميدها.. الاتحاد . ولكن نمور الاتحاد الأبطال قدموا لكل نصراوي درساً بالمجّان؛ ونجحوا بتوفيق الله، عز وجل، ثم بالروح القتالية العالية والرغبة والإصرار وبالخطة المحكمة من قبل المدرب سييرا وبالتشكلية الأنسب من إسكات المتغطرسين .. وإلجامهم بثلاثة أهداف مزّقت شباك النصر كما يمزّق النمر المفترس فريسته بأنيابه الحادة ومخالبه البارزة وسط فرحة كبيرة اجتاحت قلوب أكثر من نصف الجماهير الرياضية السعودية (جماهير الاتحاد والهلال) وأخرست الألسن .. وقذفت الرعب في قلب كل من يعتقد أن الاتحاد لن يعود أو أنه سيهبط. لقد نجح العميد في سحق النصر بثلاثة أهداف وانتزع منه ثلاث نقاط .. ورددت الجماهير الاتحادية الأهزوجة الشهيرة ((سرى الليل يابوثلاثة)) . ومع احترامي الشديد لنادي النصر وجميع منسوبيه المحترمين إلا أن ثمة أشخاصا يتحدثون باسم النصر ويسيئون له بتحديات (مخزية)!! لذا من المفترض محاسبة هذا الشخص على تغريدته من قبل الإدارة النصراوية بالتبرؤ منه كمشجع لأنه ليس جديرا بأن يكون مشجعاً رياضياً . مبروك لكل عاشق اتحادي هذا الفوز الكبير والمستحق، وحظا أوفر لنادي النصر ولكافة منسوبيه المؤدبين المحترمين إدارة وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير . مبروك للعاشق الاتحادي الأول رئيس نادي الاتحاد المهندس لؤي هشام ناظر الذي يعمل ليل نهار من أجل تحقيق مايسعد عشّاق العميد ويحقق الاستقرار للفريق . مبروك للداعم الاتحادي الأول رئيس نادي الاتحاد السابق نواف المقيرن، الذي لم يتوقف عن دعم ناديه حتى بعد أن قدم استقالته . مبروك لكافة أعضاء مجلس إدارة نادي الاتحاد على تكاتفهم مع لؤي هشام ناظر، وأقول له: واصل رحلة الإبحار بسفينة الاتحاد؛ من أجل إيصالها إلى شط الأمان، بحفظ الله ورعايته .