أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا حمل رسالة من المجلس العسكري الانتقالي إلى المجتمع الدولي، أكد فيها على أهدافه خلال المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها "إرساء حكم مدني" في غضون عامين. وقال بيان وزراة الخارجية السودانية إن "المجلس العسكري الانتقالى اكد الالتزام الكامل بإرساء دعائم حكم مدني قويم، وتسليم السلطة لحكومة مدنية مشكلة من قبل الشعب فى فترة أقصاها عامان". وأضافت الوزارة أن "دور المجلس العسكري الانتقالي خلال هذه الفترة سيقتصر على التأكيد على سيادة القانون واستقلال القضاء، وتوفير وحفظ الأمن وبسط الطمأنينة وإشاعة روح المساواة والتسامح، وتهيئة المناخ السياسي لكل مكونات المجتمع لبناء وتكوين الأحزاب وتنظيمات المجتمع المدنى التى تفضى للانتقال السلمى للسلطة". و"سيرعى المجلس العسكري الحوار بين كل أطياف المجتمع المدني، وسيمثل سيادة الدولة، بينما ستشكل حكومة مدنية متفق عليها بواسطة الجميع"، بحسب البيان. كما أكدت الخارجية السودانية على "التزام السودان بكل المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات المحلية والإقليمية والدولية، والحرص على روابط حسن الجوار، وعلاقات دولية متوازنة، تراعى مصالح السودان العليا وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى". وعبرت الخارجية السودانية عن تطلعها إلى "تفهم ودعم المجتمع الدولى للجهود الصادقة من المجلس العسكري الانتقالى والقوى السياسية والمدنية السودانية، لتحقيق رغبات الشعب السودانى فى تحول ديمقراطى مكتمل وبناء دولة المؤسسات وتحقيق التنمية المتوازنة والعادلة". هذا فيما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، تأييدها للإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الذي جاء بعد تظاهرات استمرت أربعة أشهر، وأنهت حكم الرئيس عمر البشير الذي استمر 30 عاما. وكانت المملكة العربية السعودية قد اكدت تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصبّ في مصلحة الشعب السوداني الشقيق". هذا فيما أكد ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وقوف بلاده إلى جانب قرارات المجلس العسكري الانتقالي من أجل تعزيز الأمن والسلام في السودان. وأعرب الملك حمد بن عيسى عن تقديره للجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة التي يقوم بها الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي من أجل تعزيز الأمن والسلم والازدهار للشعب السوداني. وثمن المواقف الأخوية الثابتة للسودان وحرصها الدائم على العمل العربي المشترك ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مقدرا القوات المسلحة السودانية ومشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية وتحقيق الأمن في اليمن. وكما أعرب عن أمنيته للسودان دوام الرفعة والرقي في ظل التسامح والتآخي بين مكونات شعبها العزيز. وفي السياق ذاته أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها وتأييدها للخطوات التي أعلنها المجلس العسكري الانتقالي في السودان للمحافظة على الأرواح والممتلكات والوقوف إلى جانب الشعب السوداني.. معربة عن أملها أن يحقق ذلك الأمن والاستقرار للسودان الشقيق. ورحبت الإمارات بتسلم الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن رئاسة المجلس العسكري الانتقالي السوداني، مؤكدة أن "هذه الخطوة تجسد تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية". ووجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي في السودان؛ لبحث مجالات المساعدة للشعب السوداني الشقيق. وفى سياق متصل رحب القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، السفير ستيفن كوتسيس، بدور المجلس العسكري الانتقالي في تحقيق الاستقرار في السودان، مشددا على ضرورة استمرار التعاون بين البلدين. وأطلع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو القائم بالأعمال الأمريكي خلال لقائه بالقصر الجمهوري في الخرطوم على تطورات الأوضاع في البلاد، موضحا الأسباب التي أدت إلى تشكل المجلس العسكري الانتقالي، وما اتخذه من خطوات للمحافظة على أمن واستقرار السودان. من جانبه، رحب كوتسيس بدور المجلس العسكري في تحقيق الاستقرار، وشدد على ضرورة استمرار التعاون بين الجانبين بما يعزز العلاقات السودانية الأمريكية. الى ذلك أعربت منظمة التعاون الإسلامي، عن تأييدها لخيارات الشعب السوداني وما يقرره حيال مستقبله، داعية إلى مواصلة التمسك بالحوار من أجل السلام. وأبدت ترحيبها بما اتخذ من قرارات وإجراءات تراعي مصلحة الشعب وتحافظ على مؤسسات السودان، مؤكدة متابعتها عن كثب وبكل اهتمام التطورات السياسية الراهنة في البلاد. وأهابت بجميع الأطراف السودانية بمواصلة الحوار البنّاء من أجل الحفاظ على السلام والتماسك الاجتماعي في البلاد، بهدف تحقيق تطلعات الشعب في الانتقال السلمي للسلطة، وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة بما ينسجم مع القرارات الصادرة عن القمة الإسلامية ومجلس وزراء الخارجية. كما أبدت المنظمة أملها في أن تسهم حزمة المساعدات التي أعلنت عنها السعودية، وأية خطوات مماثلة من الدول الأعضاء، في تلبية احتياجات السودانيين العاجلة، ودعم خياراته المستقبلية. في غضون ذلك أعلن المجلس العسكري الانتقالي إلغاء جميع القوانين المقيدة للحريات، والسماح لوسائل الإعلام بمزاولة أعمالها دون قيود. وأفادت وسائل اعلام سودانية بانه جرى رفع الحظر عن جميع المراسلين والصحفيين الذين تم حظرهم عن العمل في السودان خلال فترة الاحتجاجات، التي بدأت في ديسمبر 2018 وأدت إلى عزل الرئيس عمر البشير. وفى السياق أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي مرسوما بتعيين الفريق أول شرطة بابكر أحمد الحسين مديرا عاما لقوات الشرطة السودانية. كما أصدر البرهان مرسوما بتعيين الفريق شرطة دكتور أسامة إبراهيم أحمد إبراهيم نائبا لمدير عام قوات الشرطة السودانية.