أكدت المملكة العربية السعودية، أنه تماشيًا مع أهداف منظمة العمل الدولية للنهوض بالعمل اللائق، واكبت رؤية المملكة 2030 ذلك، في تغير هيكل الاقتصاد السعودي وتحويله إلى اقتصاد متنوع وشامل، ومن أجل ذلك تسعى المملكة إلى العمل على زيادة معدلات التوظيف وتخفيض معدل البطالة إلى 7% أو أقل لتوفير الوظائف لعدد أكبر من الشباب السعوديين، كما عملت على تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل، ودعم أصحاب العمل في القطاع الخاص والقطاع غير الربحي لتوليد فرص مستدامة وتطوير مهارات القوى العاملة الضرورية لسوق العمل. جاء ذلك في كلمة المملكة، بمناسبة احتفال الأممالمتحدة بالذكرى المئة على إنشاء منظمة العمل الدولية، التي ألقاها نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة الدكتور خالد المنزلاوي. وأشار الدكتور المنزلاوي إلى أنه بالرغم من الصعوبات التي واجهت منظمة العمل فقد نجحت فيها بالاستمرار، وساهمت في تطوير مفاهيم العمل وأنماطه، موضحا أنه توافقًا لما تنادي به المنظمة لتقليص الفجوة بين الجنسين في الأجور وتحقيق العدالة والمساواة، فقد سنت المملكة ضوابط تحرص على القضاء على التمييز في الأجور بين العاملين والعاملات ما جعلها في طليعة الدول التي تفرض المساواة، وتمضي قدمًا من أجل تمكين المرأة اقتصاديًا كواقع أقرته رؤية 2030 في المملكة، متمنيًا للمنظمة مستقبلاً ناجحا كدافع رئيس في دعم التنمية وتحقيق الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة. على صعيد آخر، أكدت المملكة أن الشباب الذين يمثلون 67% من المجتمع السعودي يحظى باهتمام القيادة في عملية التنمية وفتح آفاق التعاون مع العالم من خلال نشر ثقافة الحوار وقيم التسامح والاعتدال، إلى جانب الفرص العديدة التي تعتمد على المساواة بين الجنسين، وتسهم في تحقيق تطلعاتهم. جاء ذلك في كلمة المملكة خلال منتدى الشباب الثامن للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، والذي انعقد بمقر الأممالمتحدة في نيويورك، والتي ألقتها عضو وفد الشباب السعودي المشارك بالمنتدى نورة ناصر أبانمي. وأوضحت أنه منذ انطلاق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي تعتمد في كثير من مبادراتها وأهدافها على فئة الشباب، تمكنت الرؤية من تحويل أفكارنا إلى مبادرات عملية عبر آليات توفرها وتيسرها المملكة من خلال المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، مواكبة آخر التطورات العالمية. وأفادت نورة أبانمي أنه على المستوى الاقتصادي، أدت رؤية 2030 إلى إيجاد بنية تساعد رواد الأعمال من الشباب على البدء في وضع اللبنة الأولى لمشاريعهم لأهمية ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية في المملكة، حيث تحتل المملكة المرتبة السادسة عربياً والمركز 45 عالمياً في مؤشر ريادة الأعمال، مشيرة إلى أنه يرجع الاهتمام بريادة الأعمال، ليس فقط إلى انعكاسها على مؤشرات الاقتصاد، بل أيضاً لكونها تشكل جزءا مهما في تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص للشباب، وللإسهام العالي من رواد الأعمال في تنمية و تطوير اقتصادات بلدانهم وحل مشكلاتهم المجتمعية ينبغي توفير بيئة أعمال تحتضنهم ليظهر تأثيرهم في المجتمع، وهذا هو ما جعل المملكة العربية السعودية تقوم بجهود ومبادرات لتطوير ريادة الأعمال. وقالت أبانمي: "أما على المستوى الاجتماعي فإن شباب المملكة العربية السعودية يسعون إلى إيجاد العديد من المبادرات التي تسهم في تحقيق التفاهم والتعايش بين الشعوب من خلال تفهم وتقبل الثقافات الأخرى والعمل على تعزيز المبادئ والقيم الإنسانية المشتركة عبر تنفيذ عدد من البرامج الحوارية واللقاءات التعريفية بين شرائح المجتمع السعودي على المستوى الوطني ونظرائهم من أفراد المجتمعات الأخرى التي تعيش داخل المملكة أو الزائرة له، ومد جسور المعرفة والتواصل مع الثقافات الأخرى خارج المملكة؛ بما يحقق المعرفة الشاملة للمجتمع السعودي". وأضافت قائلة: "فمنذ تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عام 2003م وهو يعمل على نشر ثقافة الحوار وتعزيز التعايش وقيم التسامح والاعتدال من خلال برامجه المتنوعة". وأردفت عضو وفد الشباب السعودي المشارك بالمنتدى نورة أبانمي تقول: "لأهمية التطوع في الإسهام في تنمية المجتمع تسعى المؤسسات المدنية إلى إيجاد الفرص التطوعية في المجالات البيئية والاجتماعية والإنسانية، وتوسيع مشاركة الشباب في نشر ثقافة الحوار والاعتدال والتسامح، وتحقيق مفهوم المواطنة النشطة الفاعلة وإتاحة الفرصة لهم لتنمية قدراتهم وتطوير مهاراتهم من خلال مشاركتهم الفاعلة وإشراكهم في اللقاءات والحوارات التي تتناول الشأن الشبابي من الجنسين". وزادت القول: "كما يتضح أن هناك الكثير من التماثل بين رؤية المملكة 2030، وأهداف التنمية المستدامة 2030 وبالأخص فيما يهم الشباب.