قفز حجم الطلب على سندات أرامكو الدولارية رقما قياسيا عالميا ، حيث تلقى الإصدار الأول طلبات تتجاوز 100 مليار دولار بحسب وكالة بلومبيرغ ، أي بأكثر من 10 أضعاف المطلوب وهذه التدفقات تعكس الثقة العالمية المالية بالشركة وباقتصاد المملكة ومؤسساتها. وفي وقت سابق قالت بلومبيرغ التلفزيونية أن حجم الطلب على السندات الدولية لشركة أرامكو لتمويل الشريحة الأولى من الصفقة مع سابك ،تجاوز سقف المطلوب (10 مليارات دولار ) إلى أكثر من 60 مليار دولار. وقالت لايبوف برونينا مراسلة القناة : لقد تابعنا في وقت سابق أن الطلب على السندات وصل إلى 30 مليارا من قبل وزير الطاقة المهندس خالد الفالح ً، ولكن الطلب يقفز الآن إلى 60 مليارا ، مضيفة بأن الطلب الضخم على السندات يؤكد اهتمام قادة الشركات العالمية والكيانات الاقتصادية بالمملكة والنتائج الايجابيات التي يشهدها الاقتصاد السعودي ونرى هذا في الإقبال على السندات. إلى ذلك قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن السندات الدولية المرتقبة التي تصدرها شركة "أرامكو" السعودية، أكبر منتج للبترول في العالم، جذبت بالفعل عشرات المليارات من الدولارات، ما يعكس اهتمام المستثمرين بأكثر الشركات ربحية في العالم. ولفتت الصفقة انتباه كل من مستثمري السندات في الأسواق الناشئة والصناديق التي تركز على الأسواق المتقدمة من فئة الاستثمار بسبب تصنيفها الائتماني العالي. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع إغلاق بيع السندات في الأيام المقبلة، حيث يرتبط بيع السندات ارتباطا وثيقا برؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بفتح اقتصاد المملكة على العالم بأسره، وخطته الكبرى المتمثلة في إدراج حصة في "أرامكو" في أسواق الأسهم. وتسعى الشركة لجمع 10 مليارات دولار لتمويل جزء من صفقة استحواذها على حصة صندوق الاستثمارات العامة في سابك والبالغة قيمتها 69 مليار دولار. وقالت مصادر مطلعة إن أرباح أرامكو الهائلة، التي بلغت نحو 3 أمثال أرباح شركة(أبل) العام الماضي، تعني أن المستثمرين مستعدون لشراء السندات حتى وإن حصلوا في نهاية المطاف على عائد أقل مما تعرضه السندات السيادية السعودية. وعقدت أرامكو لقاءات مع المستثمرين، الأسبوع الماضي، في جولة ترويجية عالمية للسندات قبل الإصدار، ومن المتوقع أن تجتذب السندات طلبا من كل من مستثمري الأسواق الناشئة ومشتري السندات ذات التصنيف الاستثماري. ويأتي إصدار السندات، الذي أُعلن عنه الأسبوع الماضي، في أعقاب اتفاق أرامكو على شراء حصة قدرها 70% في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، المنتجة للبتروكيماويات، من صندوق الاستثمارات العامة السعودي في صفقة تبلغ قيمتها 69.1 مليار دولار. وستمنح الصفقة صندوق الاستثمارات العامة القدرة على المضي قدما في خططه الرامية لخلق الوظائف وتنويع أكبر اقتصاد عربي وتقليص اعتماده على صادرات النفط.