في زاوية منافي ، هنا اخترت ان اقدم بما يرتقي الى ذائقة القارئ ، احاول جاهداً ان اكون حصيفاً عندما اتحدث عن زمن او عن مكان او شخوص او حتى عن سذاجتي المملوءة بالتساؤلات عند إطراق الأخيلة لفكرة ما . لذا أقوم بالبحث والتنقيب عن ادق دهشة للشعر الحقيقي ، يجب ان تتناول هنا اجمل من يعيشون خارج معتقل الساحة الشعبية ، نلتقط ابداعاتهم ونتاجهم نتقاسم معهم القراءات الادبية ، ونستعرض اوجاع الشاعر الغايب الحاضر . يقول الناقد مختار امين(جمالية الأدب بكل فنونه وأجناسه ترتقي بالمتلقي إلى مصاف مريدي الأنبياء ..تجعلك تفكر ، وتنتشي ، وتسمو روحك ويعمّها الصفاء) وهذا لايعني الإنصياع التام لطقوس معينة ارتبطت في شاعر ما ، رغم نرجسيته التي تكابد العيش والتواجد الا للوهلة التي اذعن فيها الفضول للتواضع والمعرفة الحقيقية، انه ابن بيئة كانت حوله وارتقت به عندما ارتقى بها وانفضت عنه عندما نازعها السلطة ولبس العمامة كما يقول انا ابن جلاء وطلاع الثنايا ،، لذلك لا ارى ان الكتابة عن (شعراء الثمانينات) امر مهم وحتى لو كتبنا لن ننال منهم حتى الابتسامة وكلمت كل الحب ، والتقدير لك ، والقلب الاحمر المجاني في كيبورد تويتر، الجميع منهم اخذ قفزته قديماً وحصيلته من الصحافة والاضواء .. الخ، لهم فضل كبير جداً على انتشار معالم الحداثة بالساحة ، رغم ان التجديد بدأ بالسبعينات قبلهم، ولكن لأسباب عدم انتشار الكتب والشعر يعتقد الكثير انهم هم من صنعوه ، فقط. تحترم تجربتهم الخاصة ، فهي الاجمل والاقرب بتقديمهم واكاديميتهم .. التي يمارسون من خلالها حاسة الشعر، هي طقوسهم ووطنهم الا انهم يعيشون مأزقية التواجد الان وحالة كحالة ( زهير بن ابي سلمى ) ، عندما كان يكتب قصائده ثم يحتفظ بها لمدة عام كاملاً ، وهو يراجعها حتى سميت قصائده ( حوليات ) .. وهو القائل في معلقته الشهيرة ( سئمت تكاليف الحياة )، شعراء الثمانينات الان كذلك سئموا تكاليف الشعر والحياة بعدما اكلوا الاخضر واليابس والورق!.