مع وصول مظاهراتهم للأسبوع الرابع عشر على التوالي، يسعى محتجو “السترات الصفراء” إلى التحرك في جميع أنحاء فرنسا بوسائل وشعارات مختلفة، في محاولة لكسر حالة الملل التي أصابت الشارع الفرنسي من احتجاجات الحركة. وأطلقت الحركة دعوة إلى “تحركات عصيان” و”إغلاق ساحة النجمة لأطول مدة ممكنة” في تحرك يلقى شعبية أوسع على شبكة التواصل الاجتماعي، كما دعت إلى تحرك في المكان نفسه بمظاهرة “سلمية”. ففي باريس، ستستمر التعبئة طوال نهاية الأسبوع لإحياء ذكرى مرور 3 أشهر على بدء المظاهرات بدورها حذرت شرطة باريس من أنها لا تستبعد أن تجري خلال هذين اليومين تجمعات غير رسمية وتشكيل مواكب غير منضبطة، مؤكدة أنها ستنشر العدد المناسب من القوات لضمان أمن العاصمة الفرنسية.وتشير أرقام الحكومة الفرنسية -التي أحصت 51 ألفا و400 متظاهر إلى تراجع في التعبئة في الأسابيع الأخيرة.. لكن الحركة تنفي ذلك وتتحدث عن ثبات حجم قوتها، مؤكدة أن 118 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع الأسبوع الماضي. ويبدو أن الدعم الشعبي الواسع الذي كانت تلقاه حركة الاحتجاج غير المسبوقة التي أطلقت في 17 نوفمبر بدأ يتراجع.. فللمرة الأولى، تأمل غالبية من الفرنسيين (56%) في توقف التحرك، حسب استطلاع نشرت نتائجه موخرا. وعلى الرغم من أن هذه المؤشرات تتراجع، يريد كثيرون من ناشطي التحرك عدم التوقف بعد أسبوع مثل خلاله اثنان من قادتها هما سائق الشاحنات إيريك درويه والملاكم السابق كريستوف ديتينجي أمام القضاء في باريس. وطلب الادعاء السجن أسبوعا لدرويه لتنظيمه مظاهرة بدون ترخيص بينما حكم على ديتينجي بالسجن لعام واحد مع التنفيذ قابل للتخفيف إلى شبه حرية، لأنه ضرب بعنف شرطيين خلال السبت الثامن من التظاهر في باريس. من جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير إن هذه الحركة لم تعد تطالب بشيء.. وأضاف ساخرا: “إنهم يطالبون بتنظيم مظاهرة للاحتفال بمرور ثلاثة أشهر على بدئها”.