تحتضن العاصمة الاثيوبية اديس ابابا اليوم "الاحد" اعمال القمة الافريقية ال32، وسط مشاركة إقليمية ودولية كثيفة، ورغم أن القمة تحمل شعار اللاجئين والنازحين، فإن ملفات الإرهاب والأزمات لم تغب بدورها عن أجندة الاجتماعات بمراحلها كافة. وكانت اجتماعات الدورة العادية ال 34 للمجلس التنفيذي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، قد انطلقت الخميس الماضي تمهيدا لعقد القمة الأفريقية ال32 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد وبحث الاجتماع التمهيدي مشروع جدول الأعمال والمقررات والإعلانات المنبثقة عن اجتماع الممثلين الدائمين المنعقد منتصف يناير الماضي، في انتظار تناول جدول أعمال القمة الحافل بملفات شائكة تعرقل نمو القارة السمراء، في مقدمتها الإرهاب والنزاعات باعتبارها سبب محنتي النزوح واللجوء. وتأتي القمة عقب أخرى استثنائية عقدت قبل ثلاثة أشهر بالعاصمة الإثيوبية، ستناقش أولويات وملفات رئيسة على الطاولة، يتصدرها اللاجئون والنازحون والجواز الأفريقي الموحد. فيما سيكون ملف الإرهاب حاضرا بقوة على طاولة المجتمعين الذين سيحثون تطوراته في ظل استمرار وجود جماعة "بوكو حرام" المسلحة وتنظيم "القاعدة" في الساحل الأفريقي، وحركة "الشباب" في شرق القارة، والنزاع الطائفي في أفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان. صراعات ونزاعات وأزمات باتت تشكل تحديات جسيمة في وجه قارة ترنو نحو التقدم تنمويا واقتصاديا. ومن المنتظر أن يعرض مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي تقريرا حول حالة السلم والأمن في القارة، مع توصيات بشأن الحلول المقترحة، خاصة النزاعات والصراعات. وتناقش القمة أيضا ملف الإرهاب الذي ظل يفرض نفسه على أجندة قمم القادة الأفارقة، خصوصا في ظل توسع تهديدات الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي وبحيرة تشاد جراء نشاط "بوكو حرام"، والتهديد الذي تمثله حركة "الشباب" في الصومال. من الملفات المعتادة سنويا على أجندة القمم الأفريقية، حيث تشكل هذه الجماعة الإرهابية تهديدا للسلم والأمن في منطقة حوض بحيرة تشاد (الكاميرونونيجيريا والنيجر وتشاد). وفي أول أيام 2019، شنت الجماعة هجمات متفرقة على قواعد عسكرية في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا. وعموما، كثفت الجماعة في الأشهر الأخيرة من هجماتها على مراكز عسكرية وثكنات للجيش النيجيري، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.