طالب فريق خبراء الأممالمتحدة في اليمن مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بوقف انتهاكاتها بحق العاملين في المجال الإنساني واحترام حيادهم واستقلالهم، كما نبه إلى ضرورة وقف تهديدات الطائرات المسيرة دون طيار، ووفقاً لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية . وطلب الخبراء في التوصيات التي قدمها فريق خبراء الأممالمتحدة بشأن اليمن لمجلس الأمن، من لجنة التعاون مع مكتب الأمين العام أنطونيو جوتيريس والحكومة اليمنية والمانحين “تعزيز” بعثة الأممالمتحدة التي تتفقد السفن المتجهة إلى الموانئ في اليمن بحثا عن الأسلحة غير القانونية حتى تتمكن من “تحديد الشبكات التي تستخدم وثائق مزيفة للتهرب من التفتيش”. وتستغل مليشيا الحوثي ميناء الحديدة على ساحل اليمن الغربي، الذي تسيطر عليه منذ عام 2014، لتهريب السلاح، ويعد بمثابة رئة لتمويل المليشيا الذي يدر عليها أكثر من 3 مليارات دولار سنويا. وأوصى الخبراء بأن يطلب الأمين العام من بعثة المراقبين الأممين والمراقبين في ميناء الحديدة “مشاركة المعلومات بشأن الحالات المحتملة للأفعال التي تهدد السلام والاستقرار والأمن في اليمن، من بينها انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني، والحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة على السلاح والعراقيل أمام المساعدات الإنسانية”. وأوضح الخبراء أنهم سيرسلون “تنبيها إلى المنظمة البحرية الدولية من المخاطر التي تشكلها القذائف المضادة للسفن والأجهزة المتفجرة المنقولة بحرًا في البحر الأحمر، والتشجيع على مناقشة تلك التهديدات مع قطاع الشحن التجاري بهدف إيجاد تدابير وقائية مناسبة وتدابير مضادة”. وتهدد مليشيا الحوثي الملاحة في البحر الأحمر باستخدام زوارق مفخخة. وسبق لقوات التحالف العربي تدمير عدة زوارق تستخدمها المليشيا في عملياتها الإرهابية، إضافة إلى استهداف المليشيا إحدى ناقلات النفط السعودية في يوليو الماضي. كما تضمنت التوصيات بحسب وكالة أسوشيتد برس” الأمريكية “إرسال خطاب إلى منظمة الطيران المدني الدولي يتضمن تحذيرا من المخاطر التي تمثلها الطائرات دون طيار على الطيران المدني، وتحديدًا قرب المطارات الدولية المزدحمة على الخليج العربي، وتشجيعها على مناقشة تلك التهديدات مع خطوط الطيران وهيئات تشغيل المطارات بهدف التوصل إلى تدابير وقائية وأخرى مضادة مناسبة”. وتستخدم مليشيا الحوثي طائرات دون طيار إيرانية الصنع في عملياتها الإرهابية تهدد أمن السفن والمطارات والمدنيين، وآخرها ما ارتكبته في قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج اليمنية، وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين، في جريمة عدها العالم ضربة قوية لجهود الأممالمتحدة الرامية لحل الأزمة. وتحاول مليشيا الحوثي الإرهابية إرباك الجهود الدولية لإحلال السلام بشن الهجمات الإرهابية الغادرة في المناطق المحررة، وكذلك التنصل من اتفاق ستوكهولم بخصوص مدينة الحديدة. هذا فيما تتفنن المليشيا الإجرامية في ابتكار أساليب جديدة من الانتهاكات الإنسانية والفضائح الأخلاقية في مناطق سيطرتها، ما يجعلها جديرة باحتلال مركز الصدارة في قائمة التنظيمات الإرهابية الأكثر قبحاً وبشاعة على مستوى العالم، وفقاً لرأي مراقبين وناشطين. وتزايدت مخاوف اليمنيين والمنظمات الإنسانية المحلية مؤخراً من انتهاكات المليشيات ضد نساء صنعاء، بعدما كشفت تقارير إعلامية وحقوقية متطابقة وجود معتقلات سرية تستخدمها المليشيات لإخفاء عشرات النساء بهدف ابتزاز الأهالي لتحقيق مكاسب مادية وسياسية رخيصة. وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، أكدت في تقرير سابق لها احتجاز المليشيا أكثر من 120 امرأة بصنعاء، وممارسة أبشع أنواع الابتزاز والاستغلال والانتهاكات النفسية والجسدية بحق المحتجزات والمختفيات في معتقلاتها السرية التي تم اقتيادهن إليها. ونقلت ناشطة حقوقية مقربة من إحدى النساء اللواتي تم إطلاق سراحهن مؤخراً بعد دفع مبلغ مالي كبير، أن المعتقلات يتعرضن للضرب بالهراوات والعصي الكهربائية والتهديد بالاغتصاب لابتزاز ذويهن والحصول على أموال طائلة، في وسيلة جديدة لجأت إليها المليشيا لكسب الأموال. وأشارت الناشطة الحقوقية حسب افادتها لوسائل اعلام يمينة إلى أن عصابة الحوثي الإرهابية داهمت منزل امرأة واقتادتها مع شقيقتها، وبعد أكثر من شهر على اختطافهما تم إجبارهما على التنازل عن جميع أغراضها ومجوهراتها، إلى جانب دفع مليوني ريال يمني مقابل الإفراج عنهما. وتلفق عصابة الحوثي اتهامات كيدية للنساء اللواتي يتم اعتقالهن من المنازل أو اختطافهن من الشوارع، معظمها تتعلق بالتخابر مع التحالف العربي لدعم الشرعية، رغم أن الكثير منهن تجاوز العقد الخامس والسادس من العمر، في الوقت الذي يعجز أقاربهن عن الاتصال أو الوصول إليهن، ما يجعلهم خاضعين لابتزار المليشيات ودفع ما يطلبونه من أموال ومجوهرات. واعترف عدد من الناشطين الموالين للحوثي بوجود هذه المعتقلات السرية في العاصمة صنعاء، التي تقبع بداخلها عشرات النساء وكذا بتلقي الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيات الكثير من البلاغات والشكاوى من مواطنين تفيد باختطاف قريباتهن من قبل المشرفين الحوثيين. بدوره اكد وزير الاعلام في الحكومة الشرعية معمر الإرياني بان ما نشره الموالون لمليشيا الحوثي من حقائق صادمة بشأن اعتقال النساء، ما هو إلا قطرة في بحر الجرائم اليومية التي يرتكبها الانقلابيون من إخفاء وابتزاز واستباحة للأعراض والأموال. وأضاف الإرياني في سلسلة تغريدات له على موقعه الرسمي في “تويتر” بأن جرائم المليشيات بحق نساء اليمن تجاوزت قيم وتقاليد وأعراف الشعب اليمني التي تعطي المرأة اليمنية مكانة خاصة وتجرم الاعتداء عليها، كما أنها تكشف عن الوجه القبيح للمليشيا الانقلابية التي ظلت تتاجر بالدين لتحقيق أهداف سياسية ومادية رخيصة. وأثارت انتهاكات الحوثي وجرائمه البشعة بحق النساء موجة شديدة من الغضب والاستياء في أوساط اليمنيين، نظراً لما تمثله المرأة من رمزية مقدسة في العادات والتقاليد الدينية والقبلية.