تظاهر آلاف الأتراك، في شوارع مدينة اسطنبول؛ احتجاجا على غلاء المعيشة، وارتفاع معدل التضخم. ورفع المتظاهرون وسط مواكبة أمنية مشددة لافتات، تشير إلى تحرك “السترات الصفراء” في فرنسا الذي انطلق كتظاهرة ضد ارتفاع أسعار المحروقات، قبل أن يكتسب زخما ويتحول إلى احتجاجات ضد الحكومة. وشارك في التظاهرة التي نظمتها كونفدرالية نقابات موظفي القطاع العام، أشخاص من مختلف المناطق التركية، بما فيها محافظات أدرنة، وبورصة ويالوفا. وهتف المتظاهرون “عمل، خبز، حرية”، رافعين لافتات كُتب عليها “الأزمة لهم والشوارع لنا” و”حزيران”، في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة التي شهدتها تركيا في يونيو 2013 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان حينها رئيسا للوزراء، عندما انطلقت احتجاجا على مشروع بناء مركز تسوق في حديقة غيزي قرب ميدان تقسيم في وسط اسطنبول. وتأتي تظاهرة اسطنبول بعد نحو أسبوع من تظاهرة دعت إليها كونفدرالية نقابات موظفي القطاع العام، وشارك فيها الآلاف احتجاجا على غلاء المعيشة في ديار بكر في جنوب شرق البلاد. وتدهور الوضع الاقتصادي كثيرا في تركيا في الأشهر الأخيرة، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية على خلفية توتر دبلوماسي مع واشنطن صيف 2018، ورفض الأسواق السياسات الاقتصادية لأنقرة. وفى سياق منفصل، شهدت المواقع الحدودية شمال سوريا تصعيداً جديداً من قبل القوات التركية، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بدخول رتل عسكري تركي مؤلف من عشرات الجنود وأكثر من 50 آلية عسكرية، بعضها شاحنات وحاملات جنود، وبعضها الآخر حاملات على متنها عربات مدرعة إضافة لعتاد وذخيرة، عبر معبر الراعي في شمال شرقي حلب، اتجهت نحو ريف منطقة منبج، على خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري وقوات التحالف الدولي. في غضون ذلك، رصد المرصد تصاعد وتيرة الاستعدادات العسكرية من جهة قوات مجلس منبج العسكري، تحسباً لأي عملية عسكرية أو هجوم قد تنفذه القوات التركية في المنطقة، الواقعة في غرب نهر الفرات. وكانت مصادر متقاطعة، أفادت بسماع إطلاق نار من قبل مقاتلين من فصائل تابعة لقوات عملية “درع الفرات” المدعومة تركياً، باتجاه مناطق تواجد قوات مجلس منبج العسكري. وأكدت المصادر، أن إطلاق النار بقي دون رد من الطرف المقابل الخاضع لسيطرة قوات مجلس منبج، التي تتواجد فيها قوات من التحالف الدولي. يذكر أنه بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عزمه سحب نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية، سادت حالة من الاستنفار والتخوف وسط قوات سوريا الديمقراطية. واعتبر القيادي البارز في “الإدارة الذاتية الكردية”، ألدار خليل في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنه من واجب واشنطن بعد سحب قواتها من شمال سوريا ضمان منع أي هجوم تركي على المنطقة، داعياً إلى اتخاذ قرار دولي بهذا الشأن. وقال خليل، الذي يُعد أحد أبرز القياديين الأكراد في سوريا وأحد مهندسي “الإدارة الذاتية”: “عندما تكون أميركا والدول الأخرى هنا، فعليها الوفاء بالتزاماتها، وحتى وإن رحلوا من هنا باستطاعتهم على الأقل إصدار قرار دولي، من واجبهم عدم إفساح المجال لأي هجوم على هذه المناطق وإيقاف التهديدات التركية”. كما اعتبر أنه “في حال رحلت أميركا فكأنها تقول لتركيا: إنه الآن بات بإمكانك الهجوم، لأن وجود الأميركيين هنا يعني أن تركيا غير قادرة على الهجوم، فهي لا تريد الاشتباك مع الأميركيين”.