الابداع جزء أساسي في مكون العمل الإداري، في جانبه القيادي عندما يتحرر القائد، من زحمة الأعمال المكتبية اليومية وضغوط العمل، هناك حاجة فسيولوجية لدراسة علاقة الإنسان بمن حوله، وهنا يأتي دور القائد في توجيه مجموعة من الأفراد، وسط حماس فريق العمل، لتتهيأ له سُبل النجاح، ليبدأ تنفيذ خطته وإعداد برنامجه، الصدفة وحدها حددت موضوع وعنوان هذا المقال، ففي ساعة مبكرة جداً من إحدى المساءات الجميلة، في شارع الأمير تركي الفيصل، الشارع الموازي لشارع التحلية شمالاً، حيث الحراك المجتمعي لمعظم سكان مدينة جُدَّة، كما يُصِرْ على تسميتها، أستاذنا الأديب والمؤرخ محمد حسين زيدان رحمه الله، التي أبَتْ الضَّمة الاَّ أن ترفع له القبَّعَة، احتراما لتلك الشخصية الكبيرة والمؤثرة. والذي يمثل حقبة زمنية من أجمل الحقب الأدبية، ولعلني عشت جزءاً منها، في منتصف الثمنينات الميلادية، ولاسيما بالمنتديات الثقافية، ليقارع الحُجَّة بالحُجَّة، أوفي متابعاته عبر شاشة التلفاز بأحاديثه الرمضانية، التي كنَّا نرتشف منها عذب الكلام، رحمه الله الكبار وأغدق عليهم بنسائم الجنان، ولذلك المساء الجميل وقفة وذكرى، جميلة بجمال المناسبة، فالفاعلية هي مشاركة مستشفى شرق جدة، باليوم العالمي للتطوع، حيث الاختيار الأمثل لديناميكية المكان، (الممشى بشارع الأمير تركي الفيصل)، الذي تم اختياره من قبل الإدارة التنفيذية للمستشفى، وتكوين فريق عمل متجانس، من الأطباء والطبيبات والفنيين والإداريين، تواجدوا في وقت مبكر من ذلك المساء، للتحضير لتلك المناسبة، التي تمثل أهمية كبيرة، بالنسبة لإدارة المستشفى وللأطباء. وكافة المعنيين بنقل ثقافة العمل التطوعي، وهنا لابد من الإشادة لحسن اختيار الموقع، ومن ثمَّ زمن المناسبة ومكانها، والتواجد المبكر لاستكمال التجهيزات، وسط أجواء جدة تحت زخات المطر، والعديد من العائلات التي جاءت تحتفل بهذه الأجواء الرائعة، ولتمارس متعتها المعتادة بصورة يومية، لممارسة رياضة المشي، وهي ثقافة صحية رياضية، اعتاد عليها المجتمع الجداوي، منذ سنوات عديدة بدأت بشارع الأمير فيصل بن فهد بجدة، تلتها إيجاد العديد من الأماكن المخصصة للمشي، في أكثر من موقع بمدينة جدة، التي تستحق هذا الاهتمام من المسؤولين في أمانة محافظة جدة، التي حرصت على التجديد والتطوير المستمر، وليت بعض الأيادي التي تعبث بالأجهزة التي وفرتها الأمانة، وأدى هذا العبث غير المسؤول لإتلافها. ولسان حالها يقول هذا ما جنته أيدي الاستهتار؟ ولعل الأمانة بمحافظة جدة لديها من الحلول النظامية، ما يحفظ للمنشآت العامة، مكانتها الحضارية، وتهنئة للإدارة التنفيذية ولفريق العمل الميداني، بمستشفى شرق جدة لا نجاح فاعلية الاحتفال بيوم التطوع العالمي، والذي سرني تواجدهم وتفانيهم في الإعداد لاحتفالهم، في ذلك الوقت المبكر ، ومن الطبيعي أن البرنامج المُعد، وجد حضورا لافتاً ولو لا ضيق الوقت، وارتباطي بموعد مسبق، لرحَّبت بدعوتهم بالمشاركة، فمثل هذه المشاركات لهذه الفعاليات، تأكيد لتأصيل المواطنة وهوية الانتماء، خصوصا لفئة الشباب المعنيون أكثر من غيرهم، وهذا لا يُلغي دور كبار المجتمع ورموزه، ومن كانت لهم الأيادي البيضاء، لوصولنا لما نحن فيه من هذه المظاهر الحضارية.