مسابقة لطيفة اجريت في مدينة سالزبورغ في النمسا لاختيار اجمل وظيفة وأحبها لقلب المرأة.. مع الاخذ بالاعتبار الناحية المادية والمعنوية والمكانة الاجتماعية التي يمكن ان تسعد بها السيدة العاملة. كانت المفاجئة التي ابهجت جميع المشتركات بالمسابقة سواء كن امهات ام لم يكن . كثيرات مما اشتركن بالمسابقة كن قد تركن عملهن بعد ان اصبحن امهات واستغنين عن المردود العاطفي والمعنوي بحرصهن على التواجد قرب اطفالهن لمشاركتهم خطوات النمو بالرعاية والتشجيع مما يضفي سعادة ومتانة وارتباطا قويا بين الطفل والأم. حيث يجد الابن الحب والرعاية والسند لينمو ويتلمس سبل الحياة ومفاجآتها بثقة بالمقابل تجد الام المتعة والسعادة وكأنها تحيا من جديد عندما تتفتح براعم الحواس والحركة والادراك لدى طفلها وهي تلازمه تتشارك معه اولى الخطوات والذكريات - ويا لها من ذكريات ولحظات لا تعوض - عندما يبدأ الطفل بتعلم الكلام اول كلمة وتكرارها تطور حركاته وتعابيره بوجهه ويديه وعينيه والجهد الذي يبذله لتعلم الحبو والوقوف والمشي اليس كل هذا مثيرا ومبهجا للوالدين؟ وبالمقابل محزنا ومقلقا لكل ام فشلت لظروف ما من التمتع ولو قليلا بمشاهدة هذه المسرحية المدهشة "مراحل نمو طفلها طفلتها" وظيفة الام تعني اشياء اكثر من الطعام والنظافة والعناية الصحية فالطفل بحاجة للصداقة مع امه الى جانب الرعاية والحنان لينمو سويا فلا تدعي عزيزتي الام كلامك وافكارك تنحرف وتأخذ شكل التبرم والتأفف واللوم من شقاوة طفلك وشغبه لا تطمعي ولو بالتمني ان يكون طفلك افضل او اكثر وسامة والبنت اكثر جمالا وأن يكون مستوى ذكائه افضل مما هو عليه "كأن يكون اكثر تفوقا في الدراسة واكثر نظاما وترتيبا ونظافة واحسن قابلية للأكل" وأفضل تهذيبا هادئ غير معارض متناسية اهمية جوهر طفلك وما تعني الطفولة من حماس وقابلية للتفتح والاكتشاف فلا تحملي طفلك فوق طاقته اقبليه كما هو بشكله وعلى ما هو عليه بمستوى ذكائه وعيوبه الخلقية اغمريه بالعناية والمحبة لينمو سعيدا قويا متفائلا العبي معه مازحية اقرأي له واروي له القصص يعني كوني صديقته فإذا ما اقبل يوما راكضا ضاحكا ووجهه ويداه ملطقة قذرة حاملا معه اخباراً عن اشياء هامة وعظيمة بنظره فانسى منظر وجهه ويديه وانظري الى عينيه اللامعتين واحتضنيه واستمعي له وشاركيه فرحه وسروره فالمهم في نظره حقا هو ان تهتمي به لا بمظهره. كم هو عالم حزين قاس على هؤلاء الاطفال الذين تمر مراحل طفولتهم بغموض واهمال خال من الفرح والحماسة وحيدين بطفولتهم سواء مع الخدم او بدونهم فالامر سيان ولكم يكون العالم منبع لذة للأبوين الذين يتمكنان من اكتشافه في ثنايا حبهم واحتكاكهم الحاني بأولادهم. شهرزاد عبدالله - جدة