نظمت جامعة القاهرة مساء الخميس الماضي لقاء تكريميا للأديب السوداني الراحل الطيب صالح شارك فيه شقيق الراحل بشير محمد صالح وأدباء وسياسيون يتقدمهم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني. وقال عمرو موسى في كلمة بالمناسبة إن إسهامات الطيب صالح على صعيد تطور بناء الرواية السودانية ودفعها إلى آفاق العالمية، جعله مرشحا وبجدارة لنيل أكبر الجوائز العالمية في حقل الأدب. ولفت إلى الأثر البالغ الذي تركه أدب الطيب في تشكيل الوجدان العربي وإبراز الوجه الحضاري للسودان. وفي معرض كلمته التأبينية أكد موسى أن الطيب صالح استطاع أن يجعل من شخوص أبطال رواياته المجسدة لأبناء قريته طرحا قابلا للقراءة في كل أرجاء العالم، مضيفا أن "هذه هي قوة الأديب وقدرته على اختراق العقل". وقال عمرو موسى أن الجامعة العربية ترى أن تكريم الطيب صالح غير محدد بزمن وأن الجامعة العربية ستقيم احتفالية لتكريمه تدعى إليها شخصيات عربية وعالمية، مضيفا أن كتاباته "عكست مدى قلقه على مستقبل الوطن العربي، وهو قلق نشاركه فيه". عمرو موسى قال إن الجامعة العربية ستقيم تكريما خاصا للطيب صالح من جهته قال مصطفى عثمان إسماعيل إن الطيب صالح "ظل إشارة متفردة في التجلي والعطاء وحب الوطن والدفاع عن الأمة". وشهدت الاحتفالية مشاركة نوعية من عدد من الأدباء والمثقفين الذين أفاضوا في ذكر مناقب الروائي الراحل. من جانبه أكد بشير محمد صالح شقيق الأديب الراحل أن الطيب صالح كان مسكونا بعشق صوفي فريد، وكان مولعا بحب أهل قريته التي انطبعت في صورة شخصيات روائية وأبطال عرفها العالم. وأكد بشير صالح أن شقيقه كان قارئا نهما يستمتع بالقراءة أكثر من استمتاعه بالكتابة، مؤكدا أن ما كتبه لا يمثل شيئا يذكر مما قرأه. أما عميد معهد البحوث الأفريقية الدكتور سيد فليفل فقال للجزيرة نت إن بصمات الطيب صالح تحكي عن عبقرية متميزة، وكان معنيا بالإنسان أكثر من اعتنائه بالكلمات، لذا فقد ملأ الدنيا أدبا رفيعا لأنه كان متصالحا مع نفسه وعالمه وزاهدا في أشياء كثيرة وملتصقا بجذوره وبالناس، ولذا أجاد التعبير عن معاناتهم وأحلامهم.