إنها ثورة ، ثورة حقيقية ، ثورة فائقة السرعة ، لا أحد يستطيع أن يكبح جماحها. إنها ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، ثورة غزت كل نواحي حياة الإنسان ، وأثرت على سلوكه ، وغيرت في طباعه ، فأين نحن من هذه الثورة ؟ وهل نحن على نفس مستوى السرعة، لنلحق بالركب ؟ في ظل البيئة التقنية المليئة بالنشاط التقني الإبداعي ، وفي ظل التغيرات الجديدة التي دخلت حياتنا، وأصبحت متداولة لتعبر عن العديد من الأنشطة الإنسانية المرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، كان لا بد من المساهمة في مواكبة هذا التغيير والدخول إلى العصر الجديد ، عصر تكنولوجيا المعلومات ، والذي ما لبث أن تغير بسرعة ليصبح عصر طريق المعلومات فائقة السرعة. إن الهاتف النقال أو المحمول، والفضائيات، وشبكة المعلومات الدولية ‘الإنترنت'، والأقمار الصناعية.. كلها وسائل اتصالات جديدة لم تعمل على تقريب المسافات فحسب، بل قضت على الحدود الفاصلة وحولت العالم من كيانات سياسية واضحة المعالم، ودول متباعدة إلى ما يشبه القرية التي يعلم الكائن بأحد أطرافها، كل ما يدور في الطرف الآخر. ومع ما حققته هذه الوسائل من ثورة اتصالات وفرت على الإنسان الكثير من الوقت والجهد؛ سعيا للتعرف علىى الآخرين إلا أنها فتحت الباب بلا حدود لكل محاولات تذويب الهوية وفقدانها لتوجد عالما جديدا بلا هوية،وتنهمر الكثير من المشكلات الاجتماعية من تفكك أسري وانحرافات وجنوح وجرائم، لم تكن معروفة من ذي قبل وهذه ضريبة التقدم والتطور والتكنولوجيا السريعة في جوانبها السلبية.