من (القاعدة) إلى (طالبان) إلى (داعش) مروراً ب(النصرة وبوكو حرام) وصولاً إلى الحوثيين وحزب الله مع الإشارة إلى أكثر من محطة لجماعات تحت أسماء متعددة ومذاهب وخطابات دينية ما أنزل الله بها من سلطان. في تأكيد على أن عالم اليوم أضحى أكثر خطراً من أي مرحلة في سجلاته التاريخية. وإذا كانت الفتوحات الإسلامية قد شهدت حروباً من أجل اعتناق الإسلام في منعطفات مهمة من نشر الرسالة.. فان التاريخ الحديث يشهد انعكاسات خطيرة ومسيئة لمسارات ذلك الخطاب الإسلامي وذلك في محاولة لتشويه صورته الصحيحة. حيث برزت اليوم تحديات صعبة تؤيد قيام حملة ضد الإسلام نفسه من داخل الوطن العربي والإسلامي. هنا تبرز الكثير من التناقضات. في زحمة الاساءة الى الإسلام من جماعات متطرفة . ومن جنسيات متعددة بما في ذلك العجم الذين تم التغرير بهم من عناصر شرق أوسطية رفعت في الاستغلال شعار القرآن العربي ونبوة الانتساب.وأخذت تروج لنفسها على انها تحمل الأمانة في ارث هي أبعد ما تكون مدركة لمخرجاته الدينية وقيمه وأخلاقياته وكذلك شخصياته. ولكنها أي هذه العناصر تعمل على استغلال ما يمكن ان نسميه "الإسلام السياسي" في مدلولات وفهم وتفسيرات أولئك الذين يتوزعون على بقاع الأرض من غير المنتمين للأمة العربية. وهو ما يجعل أولئك المروجين للتطرف يحظون باستجابة أولئك الذين تصل قناعاتهم الى الاستجابة للتغرير في المشاركة وتنفيذ الاعمال الاجرامية ضد الإسلام وضد الإنسانية.. وبعيداً عن ما جاء في مضامين الصفحات من السيرة المشرفة لنبي الأمة والخلفاء الراشدين التي تفضح ممارسات التطرف وجرائمه . وهنا لابد من حملة لتصحيح مسار الدعوة من منطلقات الادراك ان القضية اليوم أكبر من اي حملة من هذا النوع لمواجهة جرائم لم يعد لها حدود على خارطة العالم. تشمل في مضامينها أكبر المخاطر ضد العقيدة الإسلامية. خاصة وقد تجاوزت قضية الحرب على الإسلام من الداخل حدود الحروب المذهبية الى حركات جماعية تهدد الإسلام وتنذر باضعافه من الداخل ولاشك أن الدول العربية والإسلامية تتحمل الجزء الأكبر من الوصول الى هذه النتائج المؤلمة من زحمة المنظمات الارهابية. وذلك لانها تركت لها فرص التأسيس والاستقطاب والدعم المالي. حتى اصبحت في هذا المستوى من التمدد ونشر القناعات بين عدد لا يستهان به من شباب الأمة وذلك من خلال برامج ذات اعداد منهجي واختراقات نفسية ومؤثرات للانحراف بدعم مادي لم يمطر يوماً من السماء. بقدر ما جاء من زوايا ودهاليز داخل الوطن العربي والاسلامي. تحت تخريجة التحذيرات من اعداء الأمة من الخارج تحت مسمى أعداء الاسلام..!! وهي تلويحة باهتة تؤكد الهروب من واقع هذه الأمة. حصل ويحصل هذا في الوقت الذي كان ومازال الإسلام يواجه العدوان من الداخل.