هناك حكمة تقول "من شب على شيء شِاب عليه"، ولدينا هنا في مصر مثل من الأمثال الشعبية المتوارثة من جيل لجيل يقول "الطبع يغلب التطبع"، عندما أسمع هذه الكلمات أقع في حيرة من أمري. ومن ثِم أجد نفسي أمام سيل من الأسئلة، متى تتشكل طِباعَنا؟، وهل بإمكان الانسان أنّ يغير من طباعه؟ وإلى أي مدي تؤثر طفولتنا على طباعنا؟ يقول الكاتب الروسي سرجي ميخالكوف: "الإنسان يبدأ من الطفولة، حيث أنه في فترة الطفولة نبدأ بزرع بذور الخير، ثُم بعد سنوات نستطيع أن نرى هل هذه البذور كانت صالحة وقوية بما فيه الكفاية، أم أن طفيليات الشر قد قتلتها". فترة الطفولة هى الفترة الأصعب… تربية الطفل يُعد هو الأمر الأكثر صعوب على الإطلاق، حيث لا توجد في فترة الطفولة شيء غير ملحوظ للطفل، فأبسط الأشياء يُمكن أن تتعلق في ذاكرة الطفل للأبد. لذلك إذا بحثت في ذاكرتك ستجد الكثير من الأمور العالقة بها، وهذا الأمور حتمًا تؤثر عليك حتى الآن. فقد تَعلب بعض هذه الأمور دورًا كبيرًا في تشكيل طباعنا، قد تحدد من منا سيكون سيئًا أو جيدًا..؟ معظم الأطفال يترعرعون شجعان وشرفاء وخيرين. ومع ذلك يغيب كثير من القضايا من مجال رؤية الكبار. نجد أنّ إشارات الخطر قد تأتي من المدرسة، التي قد نجد بها أحد لا يريد أن يدرس، ويثير الآخر الشغب, والثالث غليظ يكذب في كل خطوة يخطوها بينما يصل الرابع حد السرقة. وبالرغم من كل إشارات الخطر التي قد نقابلها في الحياة الإ أنا بذور الخير المزرعة بداخلنا يمكنها أن تتغلب على طفيليات الشر. أنّ نربي أطفالنا, رجال المستقبل, هذا يعني أنّ نبني المستقبل نفسه. والانسان يبدأ من الطفولة، ففي هذه الفترة بالذات نذرع بذور الخير، ونراعها حتى تُصبح قوية وصالحة، ليجني المجتمع ذلك في الكبر. ولا شك أن الخير والشر موجودان للأبد: وقد قال دكتور"مصطفي محمود" عن الخير والشر … الشر والخير يكمل أحدهما الآخر فى الصورة العامة للوجود. مثل الظل والنور، وبدون المرض لا نعرف قيمة الصحة، فالصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يعلمها إلا المرضى. بدون القبح لا نعرف الجمال، بدون الليل لا نعرف النهار، أى أن قيمة الأشياء تعرف بنقيضها. وهذا يؤكد أن ما نزرعه في فترة الطفولة، سيجنيه المجتمع في الكبر "أنّ نربي أطفالنا, رجال المستقبل, هذا يعني أنّ نبني المستقبل نفسه".