تصوير- إبراهيم بركات .. في حوار امتد أكثر من ساعتين روى الأمير محمد الفيصل بن عبدالعزيز تجربته مع البنوك الإسلامية من البداية مؤكداً أن المصرفية الإسلامية فيها حلول كاملة للبنوك غير الإسلامية التي يعاني منها العالم في هذه الأيام وأشار إلى النجاحات التي حققها في مجال المصرفية الإسلامية في عدد من البلدان العربية والإسلامية وأجاب على أسئلة الحضور في غرفة جدة من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وعدد كبير من رجال الأعمال والاقتصاديين وشرح وجهة نظره حول المصرفية الإسلامية وأن المسلمين مستخلفين في الأرض في أموالهم.. وأن الزكاة هي طوق نجاة لحل مشكلة الفقر والعوز في الأمة العربية والإسلامية وطالب التجار بأن يقدموا زكاة أموالهم للفقراء في الدول الإسلامية ورداً على الانتقادات الموجهة للمصرفية الإسلامية في الكثير من البلدان العربية والإسلامية. حضر الأمسية الكبيرة ابنه الأمير الدكتور عمرو الفيصل والأستاذ محمد عبدالقادر الفضل رئيس غرفة جدة والأساتذة محمد الخريجي وأحمد حسن فتيحي وعبدالله سابق والدكتور عبدالله مرعي بن مدكور والمستشار مصطفى صبري الأمين العام لغرفة جدة والدكتور خالد باطرفي والأستاذ سامي بجداوي واللواء أنور ماجد عشقي والدكتور يحيى كوشك وعدد كبير من سيدات الأعمال واستاذات وطالبات كلية الاقتصاد وقد بدأ سمو الأمير محمد الفيصل المحاضرة بكلمة قال فيها: اجتماعنا اليوم ليس للرجال فقط بل للنساء أيضاً فلهن نصيب فهن أمهات الرجال. وموضوعنا الليلة موضوع قبل أن يكون موضوع نقاش هو موضوع إيماني فإن منبعنا من إيماننا بديننا وصلاحيته لكل زمان ومكان ولست الشخص الذي يشرح مثل هذا الموضوع بأهميته الكبرى بالنسبة لمجتمعاتنا الإسلامية سأبدأ بعرض ما أفهمه أنا شخصياً بالنسبة للاقتصاد الإسلامي عندما بدأنا عملنا في تأسيس البنوك الإسلامية ناقشنا هل نبدأ بشرح النظرية أم بتنفيذ ما نستطيع أن ننفذه منها فأرجح أن نبدأ بالمفهوم البسيط منها وأن يكون هناك نموذج لمؤسسة تعمل بالشريعة الإسلامية واخترنا كأول مثل البنوك وقد بدأنا على الرغم من انتقادات كثيرة ووجهنا بالسؤال "ماهي علاقة الإسلام بالاقتصاد" وكان سؤالاً غريباً علينا لأن المسلم مرتبط بعقيدته ولا بد أن يكون على مستوى مسؤوليته بالنسبة لعقيدته كثير من الناس لا يحبذ الكلام عن الإيمان لأن فلسفتنا تختلف عن فلسفتهم لأن كل حركة من حركات المسلم متعلقة بايمانه وهذا يرجع إلى الاختلاف مع ما يسمى "المؤسسة الدينية" وهذا المسمى اختلف معه فالمؤسسة الدينية لدى المسلم هي الأمة بكاملها- اما لدى الغير فهي شيء آخر فالأمة الاسلامية في تاريخها كلما اقتربت من ديننا وعقيدتها كلما ارتفع شأنها وتقدمت وكلما بعدت انخفض شأنها في العالم أما بالنسبة للأمم الأخرى كلما ابتعدت عن عقيدتها ارتفعت، والسبب في ذلك أن الأمة الاسلامية فيها روح الحرية في الأمور الدينية. واضاف أول ما يحكمنا في الاقتصاد الاسلامي هو ايماننا بالله سبحانه وتعالى ومنه تنبع النظرية الحاكمة في الاقتصاد الاسلامي وأن الانسان مستخلف في الارض من المالك الحقيقي ويمكننا أن نعرف نظرية الاقتصاد الاسلامي وهي "فقه سبل ووسائل استعمال الانسان لما استخلف فيه لسد حاجاته الدنيوية حسب منهج شرعي" وهذا في رأيي تعريف ملخص يعطي روح الاقتصاد الاسلامي. وتحدث سموه عن الاستخلاف وقال بعد أن خلق الله الانسان رفعه عن باقي مخلوقاته واعطاه المقدرة على التفكير والتمييز فالمخلوقات الأخرى ليس لها تفكير أو تمييز - الوحيد - في مخلوقات الله هو الانسان والاستخلاف هو لبني آدم وليس للمسلمين فقط الفرق بين المسلم والآخرين في أن المسلم شهيد عليه فالاستخلاف للجميع. وعندما نرى غير المسلمين وعندهم القوة وهو انهم يكتسبون حسب مقدرتهم والاسلام يختلف عن الفلسفات الاخرى فهو عكس الاقتصاد الرأسمالي المطبق بالغرب في أن يكون الانسان له الحق أن يمتلك وهي ليست ملكية مستخلفه والاسلام يختلف عن هذا. والاسلام يختلف عن نظرية الرأسمالية الشيوعية لأن الفرق بين ما يسمى بالاقتصاد الحر والرأسمالي والشيوعي هو في من هو الرأسمالي فالنظرية واحدة ولكن المالك مختلف. وهنا نقول ان المسلم ليس مالكا حقيقيا بل مستخلفا فيما هو موجود في الطبيعة واستثمارها. والاستخلاف يفرض على المسلم أن يكون وسطا وحاميا لمصدر رزقه مثل ما هو موجود الآن فالعالم كله يتحدث عن المحافظة على البيئة فالانسان لا يستطيع ان يتصرف بكل حرية بحيث لا يؤثر على صحة بيئته والمحافظة عليها. وأضرب مثلا بالتغيير الحراري في الدنيا الذي يعتبر مخالفة صارخة لشروط استخلاف الانسان في هذه الدنيا وممكن القياس على ذلك. وفي الاقتصاد الاسلامي ليس هناك مبدأ المساواة بل هناك مبدأ العدالة. وفي الاسلام الذي يعمل بجدية يمكنه أن يكسب ويكون له موقع أعلى بشرط أن يكون عادلا ولا يتعدى على من هو أقل منه حظا. وهنالك في النظرية الاسلامية حق للفقير في مال كل غني في الزكاة وهنا نرى عدالة الاسلام وهي ان الاسلام يمكن ان الغنى لصاحبه ولكن عليه ان يقتطع من ماله ما يسد حاجة فقراء المسلمين. فإنتاج المملكة حوالى 600 مليار ريال توفر منه الدولة حوالى 46% والباقي وهي 24 بالمائة من القطاع الخاص لو اقتطع منه 2.5% لوجدنا الرقم الناتج يكفي كل الفقراء في هذا البلد وهنا نجد ان الزكاة هي ظاهرة يختص بها الاقتصاد الاسلامي. ثم تحدث عن العلاقة بين الانسان وربه وقال في التجارة حرية الحركة والقوانين والانظمة التي تحكم المنهج الاسلامي واشار الى ضرورة الاجتهاد والوصول الى فكرة الاقتصاد الاسلامي وخاصة هذه الايام لأن العالم يتساءل ماهو البديل؟؟ وقال سموه: الربا بالنسبة للغرب هو (قيمة النقد) وهذا في الغرب وقال ان مجموع انتاج العالم حوالى 56 تريليون دولار ومجموع الورق المالي في العالم يساوي (650) تريليون إذا كنت سأغطي النقد الورقي لإنتاج العالم فإننا نحتاج لإنتاج العالم لمدة عشر سنوات وهذا ما يسمى (بدورة الاقتصاد) ارتفاع ثم نزول وهكذا. الاقتصاد الاسلامي لا يسمح بالربا، ويحد من تصريف التعثر في حدوده الحقيقية واتمنى ان نخرج بنظرية اقتصاد اسلامي متكاملة. الحوار سؤال للدكتور أنور ماجد عشقي: * الاسلام فيه مناهج لم تظهر حتى الآن وفيه مبادئ وهي المنطلق الأساسي لنظرية اقتصادية اسلامية والامير تحدث عن فلسفة الاقتصاد الاسلامي فانا ارجو من سموكم الكريم ان يجمع ويكتب في المنتديات الثقافية لأن هذا بداية لارساء النظم الاقتصادية ومطلوب استخدام هذه النظرية حتى تتحول الى علم يرتكز على الفلسفة الاقتصادية الاسلامية. - الأمير محمد الفيصل عقب بقوله: انني احاول ان استشير وفلافستنا من قبل عشرين عاما ليتحدثوا في هذا الموضوع. سؤال عن دعم الاقتصاد الاسلامي. اجاب سموه: ان الدعم الحقيقي يأتي من الأمة للعمل بدون (ربا) والدولة دورها ان تراقبنا وتكفل العمل بنزاهة وجدية. وقال: مطلوب ان يعمل كل واحد بالعمل الصحيح وان كل التعاملات المالية الموجودة حاليا حسب النظام الرأسمالي بديلها موجود والمشكلة ان المسلمين غير مقتنعين بها.. لأنهم يشككون في البنوك الاسلامية ولدينا شهادات من هيئة كبار العلماء في بلدنا بالمعاملات وعلى الرغم من ذلك لا يصدقون المصارف الاسلامية ومن صدقونا هم في سويسرا وامريكا وانجلترا وايضا اهل البحرين والباقين لم يصدقونا اننا مخلصين في دعوانا. ووسائل المصرفية الاسلامية موجودة والحمدلله وقال ان البنوك الاسلامية لديها مزايا افضل من البنوك الربوية ويجب ان نجتهد لإيجاد وسائل جديدة للتعاملات الاسلامية. وطرح الأستاذ عبدالله سابق عضو هيئة حقوق الانسان العربية: موضوع التقاضي في وزارة التجارة والصناعة في التقاضي فيها من اول درجة فقط يصدر الحكم وليس بدرجات متفاوتة مثل ما يحدث في باقي دول العالم. وقال سموه انني احترم جدية النساء في مجتمعنا وبالذات في تناول القضايا العامة او الموضوعات العلمية واشار سموه الى ان النتائج الكلي 600 مليار ريال 46% منه من الحكومة وال54% من القطاع الخاص. احمد حسن فتحي قال ان هناك عجزا اجتماعيا وقال ان البنوك الاسلامية سوق تنطلق وسيحقق اقتصادنا نجاحا في ظل البنوك الاسلامية. د. فؤاد بوقري: طالب بإنشاء بنك اسلامي في المملكة وقال نحن في حاجة إلى بنوك اسلامية تنقذنا من البنوك الربوية الحالية التي منيت بفشل ذريع في الغرب.