صرح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس في بكين ان " الاعمال العداونية " لجورجيا في اوسيتيا الجنوبية تستدعي " اجراءات انتقامية " . وقال بوتين في العاصمة الصينية " لقد بدأوا المعارك مستخدمين الدبابات والمدافع ..هذا شيء محزن، لكن ذلك سيؤدي الى اجراءات انتقامية " . وقد دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في كلمة بثها التلفزيون امس روسيا الى " وقف عمليات قصف " المدن الجورجية، واعلن " التعبئة العامة " في جورجيا مؤكدا ان بلاده تتعرض " لتدخل عسكري واسع النطاق " . وجاءت تصريحات ساكاشفيلي بعد الهجوم العسكري الذي شنته جورجيا على جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفصالية الجورجية الموالية لروسيا وعمليات عسكرية يبدو ان روسيا قامت بها ردا على الهجوم . وقال الرئيس الجورجي في كلمته " اطالب روسيا بوقف قصف المدن الجورجية الآمنة ( ...) تعبئة الاحتياطيين جارية ( ...) لننقذ جورجيا ( ...) اعلن التعبئة العامة وعلى كل واحد التوجه الى مراكز التجنيد " واكد ساكاشفيلي ان " معارك تدور في وسط تسخينفالي ( عاصمة منطقة اوسيتيا الجنوبية الانفصالية )"، مشددا على ان " الجزء الاكبر من اراضي اوسيتيا الجنوبية حرر واصبح تخضع لجورجيا " . من جهته، حذر رئيس الوزراء الجورجي لادو غورغينيدزي من ان السلطات الجورجية تتخذ اجراءات " لمنع استمرار تسلل مرتزقة ( من روسيا )"الى الجمهورية الانفصالية . وقصفت طائرات روسية مدينة غوري الجورجية، بحسب ما اعلنت محطة روستافي التلفزيونية الجورجية . وتضم غوري التي تقع في وسط جورجيا ستين الف نسمة، وهي مسقط الزعيم السوفياتي الراحل جوزف ستالين .وهي تقع غرب تبيليسي وتبعد 33 كلم عن تسخينفالي . وتدور معارك في ضواحي تسخينفالي التي ما زالت بايدي القوات الانفصالية، حسبما ذكر رئيس الجمهورية الانفصالية ادوارد كوكويتي . وقال " نسيطر تماما على عاصمتنا والمعارك تجري في ضاحية تسخينفالي " . من جهة أخرى قالت وزارة الداخلية الجورجية ان ثلاث طائرات روسية نفاثة دخلت أجواء جورجيا و " أسقطت قنابل " على موقعين جنوبي إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي حيث يدور القتال . وقال شوتا يوتياشفيلي المتحدث باسم الوزارة ان طائرتين هاجمتا مركزا للشرطة قرب بلدة كارلي بينما اسقطت طائرة ثالثة قنبلة قرب جوري حيث احتشدت قوات جورجيا قبل ان تشن هجوما على الانفصاليين . وقال لرويترز " عدد من المدنيين اصيبوا في كارلي ." وكان ممثل اوسيتيا الجنوبية في موسكو قد اكد ان الهجوم العسكري ضد هذه الجمهورية الانفصالية " اوقع قتلى والعديد من لجرحى " .وقالديمتري ميدوييف " لقد تحدثت الى مندوبين العسكرية في الجمهورية ( المعلنة من جانب واحد ) واكدوا وقوع قتلى والعديد من الجرحى بعد اطلاق النار الكثيف من الجورجيين على تسخينفالي " . من جهته، قال مسؤول في قوات الامن في اوسيتيا الجنوبية ان 15 مدنيا عى الاقل قتلوا بسبب استهداف قوات الامن الجورجية تسخينفالي، وفقا لوكالة انترفاكس . وافادت وكالة إنترفاكس الروسية للانباء امس بمقتل العديد من قوات حقظ السلام الروسية بعدما قصفت المدفعية الجورجية قاعدتهم في مدينة تسخينفالي عاصمة إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي . ونقلت إنترفاكس عن متحدث باسم قوات حفظ السلام الروسية قوله " قتل العديد من قوات حفظ السلام في قصف جورجيا .أصابت بعض القذائف ثكنات عسكرية في تسخينفالي " . وكانت قوات حفظ السلام الروسية أعلنت في وقت سابق إصابة ثلاثة من أفرادها في القصف الجورجي . عبر مجلس الامن الدولي امس عن قلقه بشأن تدهور الوضع في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية لكنه لم ينجح في الاتفاق على اعلان يدعو الطرفين الى التخلي عن استخدام القوة .وقالت مساعدة سفير بريطانيا كارين بيرس خلال اجتماع طارىء دعت اليه روسيا " نأسف لانه لم يكن ممكنا حتى الآن التوصل الى اتفاق حول اعلان لمجلس الامن الدولي في هذا الشأن " . واضافت " نأمل ان يكون ذلك ممكنا في الايام المقبلة " . وتابعت ان " عدم صدور اعلان لا يعني ان مجلس الامن لا يهتم بهذه المسألة " . وقال مسؤول بالاتحاد الاوروبي امس ان الاتحاد قلق للغاية من القتال الدائر في اوسيتيا الجنوبية ويحث كل الاطراف على وقف العنف . وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه " اننا نتابع هذا الامر عن كثب ونشعر بقلق شديد ازاء كيفية تطور هذا الموقف ." واضاف " اننا نكرر رسالتنا لجميع الاطراف بالوقف الفوري للعنف ." وقال ان الاتحاد الاوروبي على اتصال بالشركاء الدوليين بما فيهم روسيا والولايات المتحدة وجورجيا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا .