دعوني أنبش التراب براحتيّ العرياء...فلتُقتلع أظافري من لحمي ..و ليُسلخ جلدي عن عظمي.. أسقوني رذاذ عرقي ...هنا ...على أقدام نصب راية العلم ..فلتُرَق دمائي... يا أرواح الفتن تبججي خارج مستنقعي...بالإغتصاب ولجتم بحري ...و بأنياب الوحوش شلّعتم جوّي ...رقصتم رقصة الشياطين على جثث شهدائنا ..طنينكم صمّ مسمعنا ... و يبقى..صوت الحرية يلعلع في نفوس أبطالنا.. أنظروا إلى الطفولة المنكوبة في عيون رجالنا.. آثار الدماء على حوائط ملاعب أحيائنا تنطق بأسماء مذاهبنا...شظايا الصواريخ الراقدة في زوايا أزقتنا تأبى الرحيل.. أين أهرب منك يا روائح حفر ما تحت الأرض؟؟ سكنتي موطني..أسكتي جوعنا بالجوع..رويتي عطشنا بينابيع شقوق الجدران المتفجرة... أين أجدك يا لعبة دُفنت تحت أنقاض ذاك البيت؟؟ كيف أنساك يا صديق عمر البراعم ... و أمك من المطبخ تصرخ عليك ألا تقع و أنت تقطف لي أكيدينية الشجرة الملامسة لتلك الشرفة ...فترتدي الصرخة سواد ثكلى مزّقت وحيدها قنبلة فاسدة ضلّت الطريق ..و أكره أنا الأكي دنيا... يا و طنا ً يأبى أن يركع ..ابتهالات شعبك نشوتي ...نور صبحك كأسي.. دعوني..دعوني ألّف الكون أجمع بهيئة ذاك الصباح الذي تعلمت فيه لعبة المقامرة بالحياة تحت وابل القصف.."قصف" و كم من الشعوب عرفت معنى القصف!!! منكوشة الشعر...مقفهرّة الوجنة...حافية القدمين...شبه مستورة...تنبعث مني و من حولي عطور البارود...هكذا أنا ، مزهوّة أمشي...مرفوعة الرأس أمشي ... ...أينما أنا ..كيفما أنا ..أرتعش شرفاً و أنا أقول :::: أنا لبنانية. كاتبة ومحامية لبنانية