أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين محمد سليم العوا ان محاولة الخروج من هيمنة الغرب والاستعمار لن تنتهي في غضون عام او عامين لأن الدول الاسلامية لم تهزم من هذه الكيانات إلا في قرون عديدة. واكد ان الأمر يحتاج الى اجيال عديدة "من عملاء يؤمنون بدورهم ويقومون بجهودهم". وأشار إلى أن الكثير من العوائق تعيق سرعة التقدم في هذا المجال من بينها القوى المعادية والمعاكسة، “لكن السير على الهدي النبوي السبيل الوحيد لذلك”، ضاربا المثل بتدرج تحريم الخمر، مبينا أنه درس نبوي للأمة، وليست حادثة عابرة جاء ذلك خلال تكريمه في اثنينية السيد عبد المقصود خوجة مساء الاثنين الماضي واستبعد العوا أن يكون في البلدان المسلمة نظام اقتصادي نموذجي يسيرون عليه، لكن “لدينا قواعد وقيم يجب الالتزام بها، ويجب ألا نقع فريسة سهلة لمن يروج بوجود نظام اقتصادي، بل المطلوب الاجتهاد في ذلك”، معتبرا ان علماء الاقتصاد مقصرون في القيام بالدرس الواعي لتخريج أجيال تطبق القواعد الصحيحة للاقتصاد الإسلامي”. وتأسف لأن الدول الإسلامية لم تعر هذا الأمر اهتماما حتى الآن، رغم أن الغرب يجتهد في هذا المجال بأكثر من ندوة ومؤتمر. وأوضح أن المفاخرة بظهور معجزات القرآن في كل عصر ليس لها داعٍ، لأنه لا سبيل للجدال في أن تجدد المعجزة ، وهذا من تجدد بقاء القرآن، متسائلا أنفاخر على صدق المولى عز وجل أم صدق الرسول صلى الله عليه وسلم؟، مشيرا إلى أن المسلمين مقصرون في هذا المجال، وعلينا الخروج منه. وشدد على أن اتحاد علماء المسلمين كان في قلب الحدث خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، وحتى السبت الماضي واصل عمله بين القاهرة وعواصم عربية أخرى، متمنيا النجاح لهذه الجهود. ودعا الجميع الى اخذ الحيطة وعدم التعامل مع مكتب حرية الأديان الدولي التابع للكونجرس الامريكي وقال "لا انصح مسلما بالتعامل مع هذا المكتب لأنه لو كانت نية من انشأوه حسنة فإن نية من يمولوا هذا المكتب لن تكون حسنة كما اننا اولى بالإصلاح فيما بيننا". ورفض مصطلح الحوار بين الأديان لأن "الأديان مطلقات بين اهلها لا تتحاور والحوار هو بين اهل الأديان" مبديا احترامه للفريق الذي يجتهد حاليا في هذا العمل في ظل القناعة باستمرارية هذا الحوار رغم انه مع الفريق الداعي لوقف الحوار لحماية العالم من الفتن فيما يؤمن بالحوار الداخلي. وشدد على انه لهذا الحوار الا بالنقاش والجدال بالتي هي احسن واذا استعصى الأمر فلنتركه لرب العالمين لأن "مهمتنا تعمير الأرض وليس التعارك بين المذاهب مثلما حال اهل العمارة المشتغلين بالبنيان ولا يجدون وقتا للخلاف فيما من لا يعملون هم الذين يختلفون". واضاف ان اسلامنا مقطع الأوصال في ظل تعدد النظرات والاتجاهات سواء من المذهبيين او الصوفيين او السلفيين ويجب ان نكون دعاة لمنهج التكامل الاسلامي ونضع كل قطعة من اللوحة الممزقة في مكانها. وكشف عن استفادة اكثر من 45 سيدة خليجية بينهن ما يصل الى ثلاثين سيدة سعودية من دورة اقامها مركز دراسات تحقيق مقاصد الشريعة الاسلامية في القاهرة التابع لمؤسسة الفرقان حيث استفدن من مختلف العلوم الفقهية وحاورن العلماء في شتى العلوم الدينية. ودافع عن تأكيداته الاعلامية السابقة في احدى الفضائيات بوجود ما يصل الى 21 مسجدا للسنة في ايران وقال "زرت جميعها وخطبت في بعضها وناقشت النساء في البعض الآخر وكان يرافقني شهود عدل مثل الكاتب فهمي هويدي والراحل قاسم الوزير وآخرين. وكان حفل التكريم قد بدأه مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة بكلمة اكد خلالها اهمية الحاجة الى تأطير عمل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بما يحفظ له مصداقية التعامل مع مسائل تتفق وتوجهاته وتتيح له في نفس الوقت اتخاذ خطوات عملية بناء على ميزانية معتمدة. وتساءل حول كيفية توفير التمويل اللازم للاتحاد لمواجهة الفتن متسائلا ما اذا كانت المؤتمرات والشجب والادانة والزيارات تكفي للقيام بالدور المنشود. ودعا الى العمل في اتجاه ترشيد الصحوة الدينية لا الى حربها وترسيخ الوحدة الوطنية بين اتباع الاديان المختلفة وبين اتباع الدين الواحد. وبين ابناء الوطن جميعا بما فيهم اصحاب المذاهب الفكرية والثقافية والعلمية. وحذر من ايادي رابطة الرهبان لنشر الإنجيل التي يعمل في خدمتها 850 الف قس وكاهن، و450 الف موظف اداري يعملون بميزانية تصل الى 500 مليون دولار. واضاف ان "العدالة النبراس الذي يضيء طريق التضامن والوحدة ونزع فتيل القهر والشعور بالدونية والطبقية المقيتة بين ابناء الوطن الواحد، وبين سائر الملل والنحل خاصة ان العدالة لا تقبل التقسيم او التجزئة او التلوين". واشار الى اشتغال العوا بالكلمة مبينا ان "من ينبري لمثل هذه المهمة سيجد نفسه في مواجهات صريحة مع خصوم في الرأي منهم الموضوعي ومنهم ما دون ذلك". وتناول خوجة ما يثار حول الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مشيرا الى ان هذا النوع من المؤسسات عادة ما يكون عرضة للاستقطاب والاستحواذ من قبل اصحاب الفكر وبالتالي فإن وضع العصي في دواليب عملها ليس مستبعدا في دروب يكتنفها الكثير من الضبابية في عالمنا الإسلامي". وتناول احمد زكي يماني مسيرته مع العوا حيث عرفه قبل عدة سنوات مبينا ان الضيف يتميز بصفات لا يعرفها الا من يتعامل معه او يعرفه عن قرب. وكان راعي الاثنينية الدكتور محمود سفر وزير الحج الأسبق تناول جهود العوا وصبره ومثابرته في درء الفتن بين المذاهب الاسلامية والتقريب بين اتباعها. اما امين منظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور احسان اوغلو فتطرق الى استفادته من خبرة العوا في العديد من المواقف منها مساهمته ضمن لجنة من العلماء للعمل على اصلاح منظمة المؤتمر الاسلامي ووضع النظام الأساسي واللوائح له بالإضافة الى مساهمته في نقل حساسيات الأمة الإسلامية في ازمة الكاريكاتير الدانمركي المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام. ووصف الدكتور عبدالله بن بيه الضيف بأنه مهندس لكثير من المؤسسات التي تهتم بشأن الأمة الاسلامية، مشيرا الى نجاح العوا في توفير المقر والحصول على الاعتراف لقيام اتحاد علماء المسلمين، والذي مقره حاليا في ايرلندا، فيما لديه ثلاثة مقرات أخرى في العالم الاسلامي. كما تناول الدكتور محمد الصباغ قدرة العوا على الاستشهاد، ورجوعه الى الحق والتراجع عن الخطأ، مشيدا بدوره في تحقيقه السنن الأربعة. * الحضور من الرجال: القنصل المصري علي العشيري باعتبار ان د/ العوا مصري الجنسية. القنصل الأفغاني علي خان. ومن الوزراء السعوديين وزير البترول السابق أحمد زكي يماني. وزير الحج السابق د/ محمود سفر وهو راعي الأمسية لهذا الأسبوع. الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو وهو تركي الجنسية. إبراهيم الوزير وهو كاتب. د/ رضا عبيد عضو مجلس الشورى السابق ومدير جامعة الملك عبدالعزيز سابقا. محمد سعيد طيب رجل أعمال وصاحب منتدى الثلوثية. الكاتب المعروف د/ عبدالله مناع. الشيخ حسن الموجان قاضي بمحكمة جدة. الشيخ محمد الدعيم قاضي بمحكمة جدة. أسامة الطيب مدير الشؤون الاجتماعية سابقا. الكاتب عبدالله خياط، والكاتب عبدالله فراج الشريف . محمود زيني استاذ شريعة من جامعة أم القرى. عبدالله فدعق صاحب مجلس الروحة والذي هو صديق دائم لصاحب صالون المكية د/ سامي عنقاوي. وبعض العلماء السعوديين والأجانب منهم الشيخ السعودي عبدالله بن بيه، والشيخ محمد لطفي الصباغ، والشيخ السوري الداعية الإسلامي محمد علي الصابوني، وايضا الداعية السوري محمد صفاء الصابوني وهو قريب جدا من الشيخ محمد علي الصابوني. فوزي خياط كاتب وصحفي في جريدة الندوة. الدكتور محمد سليم العوا في سطور تاريخ الميلاد: 22 12 1942م المهنة: محام بالنقض ومحكم دولي، أستاذ جامعي سابق المؤهلات العلمية: دكتوراه الفلسفة (في القانون المقارن) من جامعة لندن 1972م الخبرات: الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة عضو مجمع الفقه الاسلامي الدولي منظمة المؤتمر الإسلامي رئيس جمعية مصر للثقافة والحوار عضو مؤسس وعامل في كثير من المجالس والهيئات العلمية والمراكز البحثية أستاذ الفقه والقانون المقارن بالعديد من الجامعات العربية المؤلفات: له أكثر من خمسة وعشرين مؤلفاً في مجال تخصصه، بجانب أعمال ثقافية ودراسات إسلامية متنوعة الدراسات والبحوث: له أكثر من ثمانين بحثا منشورا باللغتين العربية والإنجليزية في مختلف الشؤون الإسلامية والثقافية وقانون التحكيم كما أنه محكم معتمد لدى مركز القاهرة للتحكيم التجاري والدولي، ومحكم معتمد في قائمة المحكمين المصرية، وله حوالى تسعين نشاطا في مجالات التحكيم المختلفة.