عقد المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض ملتقاه الدوري للأدباء الشباب لشهر جمادى الأولى 1430ه وقرأ نصوصه الناقد الدكتور حسين علي محمد الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية شارك في ملتقى هذا الشهر ثمانية أدباء وحضره جمهور من محبي أدب الشباب وعدد من وسائل الإعلام المتنوعة. أطفال فلسطين بدأ الملتقى بقصيدة "شهلاء فراتية" للشاعر إبراهيم العنزي وهي تعد قصيدة متقدمة لشاعر لم يزل على مقاعد الدراسة الثانوية وهي قصيدة غزلية تحتفل بالصورة الشعرية وان اضطربت ايقاعات بعض ابياتها ونصغي اليه قائلا: لا لم يكن حزني بدمع مهرق قد بات بغسل وجنتي ليالي بل احرف رصعتها بأناملي شعرا يقيدني بلا اغلال او تسمحين جميلتي بهنيهة ادلى بها دلوي بغير حبالي أما شاعرنا مؤيد حجازي في قصيدته "الحديقة" فيدعونا الى امتلاك حديقة في بيوتنا ويلجأ فيها الى البساطة والعفوية ولم ترق الى قصائده المعتادة في فنيتها ولعلها من بداياته الشعرية فنقرأ: عندي مضمون لطريقه في كل الامصار عريقة تستغرق حتى يذكرها من يسرف في الوقت دقيقة لحظات فيها قد تجلو ما يعلو الصدر من "الضيقة" لا املك إلا اذكرها ان تملك في البيت حديقة والقصيدة من تأثير الوظيفة المهنية لأن شاعرنا مهندس زراعي معني بالجمالية في الطبيعة والابداع. القى الادريب شمس الدين درمش قصيدة "اطفال فلسطين" وهي مترجمة عن التركية للشاعر ميتن اونال وتميزت القصيدة بمضمونها المشرق ولغتها المعبرة وقدرتها على مخاطبة وججاننا في مشاركة معاناة اطفال فلسطين السليبة: انتم مختبئون في قلبي ايها الاطفال ولو ازهق العدو ارواحكم الغضة ولو زرغت عيونكم الحزينة الاف النجمات في الارض ولو فازت ينابيعكم بدل المياه دماء!! أما قصيدة "حلم" للشاعر عبدالله عادل عبدالرحيم فهي قصيدة غزلية تلح على الحب العذري الممزوج بالحزن لفراق المحبوب من خلال صورة شعرية تفيض بالابداع في رؤاها وبنبضها الموجع في عدة ابيات كما شارك جبران سحاىي بقصيدة طريفة بعنوان "هكذا الحب يفعل" مركزا فيها على غربة المحبوب ومنحازا الى المضمون الاسلامي المشع ومازجا بين اللغة الفصحى واللغة الانجليزية ثم ختم الطفل المبدع احمد ايمن ذو الغنى شاديا قصيدة "قلب الأم" للشاعر اللبناني ابراهيم المنذر وقد نالت اعجاب الحضور في معانيها والقائها العذب! النثر الوجداني وفي النثر جاءت خاطرة "من أنا؟" للكاتب "حاتم اشهري" الذي يشارك في هذا الملتقى اول مرة لتبشر بولادة كاتب سيحمل المستقبل الكثير من اشراقاته بإذن الله لا سيما ان اخلص لهذا الفن والخاطرة وجدانية في توجهها واقعية في طرحها وتجدف في فضاء "الأنا" النشأة والبيئة والتاريخ والفكر والمجتمع. أما الكاتب ايمن ذو الغنى فلم يخرج عن كتابة السرة لمرب اديب هو اللغوي محمد خير ابو حرب الذي رحل هذا العام من دنيا عاشها بعيدا عن بهارج الحياة وهو يعرض لذكرياته وعلاقاته مع اصدقائه واحبابه وتأليفه للمعجم المدرسي ويتسم الكاتب ايمن بأسلوب ادبي راقي ولغة مشرقة وعبارات تومض من معين القرآن الكريم بحس مفعم بعاطفة جياشة ومتدفقة تجاه هذا المربي والعالم الجليل واللغوي الكبير.