بدأت مؤشرات رصد الزلازل في مركز وقرى العيص في تسجيل ارتفاع في قوة الهزات الارضية التي تشهدها المنطقة وبعد ان تجاوزت القوة 4 درجات اقتربت امس في احدى القرى والمناطق الجبلية الى 5 درجات وأحس بقوتها اهالي قرية القراحة وبدأت بالفعل تصدعات تظهر بوضوح في جدران المنازل وسقوط بعض الاحواش وكثر تنقل آليات الدفاع المدني وهيئة المساحة بين قرى العيص التي تتجاوز عشرين قرية عدا المنازل المتناثرة في المزارع وبطون الاودية ومن جانب آخر طالب عدد من الأهالي في هذه القرى بإغلاق المدارس ووقف الدراسة حفاظا على ارواح ابنائهم وبناتهم. "البلاد" استطلعت آراء عدد من هؤلاء المواطنين حيث بقول المواطن سرور السناني: بصراحة، الخوف والرعب اصبح يعيش في داخلنا طوال 24 ساعة في اليوم ويزداد هذاالخوف على ابنائنا وبناتنا صباح كل يوم حين يتوجهون للمدارس هذا الخوف من وقوع هزة قد توقع المدرسة على من فيها من طلاب وطالبات وتحدث كارثة لا ينفع الندم بعدها. ويقول المواطن عبدالله الجهني: الطلاب والمدرسون اصبح تفكيرهم مشتتا واكثر خوفا واقل استيعابا للدراسة في ظل هذه الهزات المتتابعة وتلك الاصوات التي نسمعها بوضوح كأنها الرعد تصدر من بطن الارض وما هي المشكلة لو تأخرت الدراسة اسبوعا او اسبوعين حتى يذهب الله هذا الخطر عنا. الاستاذ مشعل الصاعدي يقول: لقد اختفت الابتسامة من وجه الجميع واصبح الحديث سواء في المنزل او في المدرسة او في الاسواق عن هذه الهزات ونضع رؤوسنا مساء كل يوم على المخدات والرعب يحوم حولنا ورغم ان الجميع هنا من الاجهزة الحكومية يطمئننا غير أن سماعنا للاصوات وتأكيد الهزات التي تظهر على جدران المنازل يدخل الرعب في قلوبنا. اللواء صالح المهوس مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينةالمنورة قال انه ينصح كل من يوجد في منزله تصدعات ان يسكن في الخيام التي اعدها الدفاع المدني ووفر فيها جميع الخدمات وطالب كل مواطن في هذه المنطقة تعرض منزله لهذه التصدعات مغادرته لأن التصدع في هذه المباني بدون شك يشكل خطرا لو وقعت هزة اخرى وقال ان جميع افراد الدفاع المدني المنتشرين في مواقع مختلفة من قرى العيص على استعداد للكشف على كل منزل وفي خدمة السكان وتقديم النصح والمشورة. من جانب آخر اكد عدد من الفنيين في هيئة المساحة الجيولوجية انه رغم تصاعد قوة هذه الهزات وعدد ترددها الا ان الوضع لم يصل الى الخطورة بعد وأنه في حال ارتفاع مستوى الخطر ستقوم بإشعار السكان والدفاع المدني فورا وأن الاجهزة والموظفين المختصين يعملون عليها طوال 24 ساعة تحسبا للخطر وأنه من الاشياء المطمئنة في هذه المنطقة الواسعة التي تشهد هذه الهزات لا توجد مبان عالية الارتفاع وان اغلب المباني غير مسلحة وتتكون من دور واحد وهذا يخفف خطورة الزلزال لو حدث ولكن اليقظة بالتأكيد مطلوبة وأن ارتفاع قوة هذه الزلازل يعود لموجات متتابعة قد تشكل بعضها قوة اكبر من قبلها ولكن نؤكد مرة اخرى ان الوضع لم يصل الى مرحلة خطرة ان شاء الله. من جهة اخرى اوضح قائد قوة الدفاع المدني بمهمة العيص العقيد زهير بن احمد هاشم سبية ان المركز الوطني للزلازل والبراكين بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية ومن خلال محطات الرصد الزلزالي قامت بتسجيل 24 هزة ارضية بحرة الشاقة - مركز الرويضات والهدمة - من الساعة الثانية عشرة ليلا من مساء يوم الاربعاء الموافق 1430/5/18ه حتى الساعة الثانية ظهرا امس الجمعة الموافق 1430/5/20ه تم على اثرها تلقي غرفة عمليات مركز العيص 130 بلاغا يفيد بإحساسهم وشعورهم بهذه الهزات. واضاف العقيد زهير بأنه قد تم التعامل مع هذه البلاغات من خلال الفرق الميدانية المتخصصة في مثل هذه الحالات حيث تم توجيهها للكشف على بعض المنازل - القراصة - المرامية - العيص - الذي افاد ساكنيها وجود بعض التشققات واعداد تقارير من الاضرار التي تحققت بها حيث تم الوقوف على ثمانية منازل وجدت بها بعض التشققات التي لا تؤثر على ساكنيها ولا يتطلب الوضع اخلاءها لسلامتها انشائيا.وأبان ان فرق المسح الجيولوجي التابعة لقوة الدفاع المدني بمهمة العيص قامت بمسح حرة الشاقة والتأكد من عدم وجود ملاحظات تستوجب التنويه عنها.وأكد العقيد سبية ان الوضع متابع على مدار الاربع والعشرين ساعة مؤكدا في ذات الوقت قوة الدفاع المدني بكامل جاهزيتها واستعدادها لمواجهة اي طارئ لا قدر الله.