إن القلق هو جزء من حياة البشر وبقائها، ففي كل يوم يمر علينا نواجه معوقات وتحديات جديدة تساعدنا علي التطور وتحديد تصرفاتنا… في علم النفس، التوتر يُعرف بإنه شعور بالإجهاد والضغط، وتختلف أعراضه من شخصية لأخرى وتتنوع من شعور عام بالعجز.. الشعور القلق، التهيج العام، إنعدام الطمأنينة، العصبية، الانزواء الاجتماعي، فقدان الشهية، الاكتئاب، الإرهاق، ارتفاع وانخفاض ضغط الدم. يتم الخلط عادة بين القلق والتوتر والضغوط النفسية والتحدث عنها وكأنها شيء واحد. والواقع أن القلق هو أحد الاضطرابات النفسية، في حين أن الضغوط النفسية هي المشاكل الاجتماعية والبيئية والمالية والحياتية وحتى الصحية، التي يتفاعل معها الجسم بالتوتر. وهذا التوتر قد يبقى في حدوده البسيطة أو قد يتطور لأي من الاضطرابات الجسدية… كارتفاع الضغط وأمراض الشريان التاجي واضطرابات الجهاز الهضمي أو الاضطرابات النفسية مثل القلق. ولكن عندما يدخل التوتر إلى حياتنا سيجعلنا نتصور أن كتير من الأشياء مستحيلة، وقد نصاب بالشلل ونشعر بعدم القدرة على فعل أي شيء. دعنا نضرب مثال على ذلك: لنفرض أنك أصيبت بالعطش وقررت أن تشرب، فملئت لنفسك كوب ماء وحملته بيدك لتشرب هل تشعر بوزن هذا الكوب من الماء. وزنه طبعاً لا يُحَس به، ولكن إذا ظللت حاملاً هذا الكوب لمدة ساعتين ماذا ستشعر؟ ستشعر بوزنه حتماً. وإذا ظللت حاملاُ الكوب الماء لمدة يوم كامل دون أن تحركه..! حتما سيؤلمك ذراعك ومن الممكن أن تصاب بشلل.! إن التوتر والمخاوف التي نعاني منها في حياتنا أشبه بكوب الماء…. إذا فكرنا فيها لفترة قصيرة لن نتأثر، ولكن إذا فكرنا فيها لفترة أطول سيبدأ الشعور بالألم. وإذا فكرنا فيها ليوم كامل ستبدأ في الشعور بالشلل وعدم القدرة على فعل أي شيء. لذلك تذكر دائما أن تضع كوب الماء جانباً…. ويمكن تحقيقُ ذلك في الواقع من خلال بذل جهد واعٍ، يمكن تدريب النفس لتكونَ أكثرَ إيجابية عن الحياة. حيث إنَ المشاكل كثيراً ما تكون مسألة منظور، وإذا قام الإنسان بتغيير منظوره للحياة، قد يرى وضعه وحالته من وجهة نظر أكثر إيجابية.