تمكن اللاعب -القضية- محمد العويس من كشف كل المستور، والمحظور، والمسكوت عنه في قضيته ضد فريق الشباب، وفضح اتحاد كرة القدم، ومسؤوليه ومسيريه ولجانه أمام الشارع الرياضي، فقضيته سهلة يسيرة، وواضحة وضوح الشمس، ولا تحتاج لكل ماحدث وماسيحدث، فهو لم يرغب في تجديد عقده مع فريقه، وفضل الانتقال إلى النادي الملكي، ودخلت أطراف أخرى، وضعت الشباب في موقف ضعيف، ومحرج، ما أدى إلى تخبطه في إصدار البيانات والتهديدات، وفي أحد بياناته، شتموا وسبوا العويس ،وأنه لا يستحق ارتداء قميص فريق الشباب. أعتب على العويس أنه لم يرفع قضية على فريق الشباب، بطلب فسخ ماتبقى من عقده؛ نظير الإساءات التي وجهت له منذ أول بيان ضده، وبقضية أخرى تتعلق بالتجسس على حسابه البنكي، وعلى رقم هيكل سيارته، ونوعها ولونها، وهي معلومات شخصية محظور، وممنوع قانونًا من إفشائها، فكيف حصل عليها مسؤولو فريق الشباب، وهي معلومات سرية، ولو فعلها لما تجرأ مسؤولو فريق الشباب على إصدار المزيد من البيانات والاتهامات، لكنه تقديرًا للكيان وللجمهور الشبابي رغم قلته، إلا أنه تعامل برقي ووفاء، وقوبل ذلك بالجحود والنكران، وكان على اتحاد كرة القدم أن يسأل فريق الشباب: كيف حصل عليها إذا ماكانت صحيحة، بحسب بيانات فريق الشباب ومستنداته التي قدمها على طبقٍ من ذهب لاتحاد كرة القدم؟ ولو أنه قوي ولا يجامل لفعلها؛ خاصة بعد البيان الأخير الذي أشار فيه إلى الفاسد المجهول، لكن يبدو – مجرد قراءة للمشهد – هناك يدٌ خفية، جعلت اتحاد القدم يحجم عن مساءلة مسؤولي فريق الشباب، والتحقيق معهم عن ذلك. تعاطى الإعلام الرياضي في قضية العويس بحسب الميول، فالإعلام الهلالي وقف مساندًا لفريق الشباب، رغم عدم قناعته، لكن لأن فريقه لم يتمكن من حسم انتقال العويس للهلال، فضل أن يدافع عن موقف فريق الشباب الضعيف، فأغلب الإعلاميين الهلاليين يدافعون عن فريق الشباب أكثر من مسؤوليه، وتسمعهم في البرامج الرياضية يرفعون أصواتهم، مثل بيانات فريق الشباب، كل ذلك من أجل الهزيمة من الملكي في قضية العويس. يقع كل اللوم والمسؤولية على اتحاد كرة القدم، في أنه لم يكن حاسمًا ولا قويًا منذ بداية القضية، فهو لسببٍ أو آخر تأخر كثيرًا في حسمها، وتوضيح ملابساتها للشارع الرياضي، فأدى ذلك إلى حرمان العويس من الدفاع عن منتخب وطنه، في تصفيات كأس العالم المقبلة في روسيا، ويعتبر العويس متضررًا من عدم البت في قضيته إلى هذا اليوم، فهو رفع قضية فسخ ماتبقى من عقده، ولم يسارع اتحاد القدم في إنهاء ذلك، ولم يتبق في عقده إلا أيام، ويلتحق بمعسكر سفير الوطن في النمسا. زف الإعلام الهلالي، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المنتخب الدكتور عادل عزت، وكأنه المنقذ لكرة القدم السعودية، وحتى إدارة الهلال والهيئة العامة للرياضة وضعا كل ثقلهما؛ من أجل فوز عادل عزت بالانتخابات، رغم أن ذلك متوقع سلفًا، وقبل إجراء الانتخابات، وقالها علنًا الإعلامي سعود الصرامي، وزاد على ذلك بأن عادل البطي، هو أمين اتحاد كرة القدم، وصدق في قوله. تحول الإعلام الهلالي بعد قضية العويس، وعوض خميس إلى شاتم، ومحرض، وغير مقتنع برئيس اتحاد كرة القدم عادل عزت، وربما ندموا على مساهمتهم في فوزه بالانتخابات، ويعتقدون أن اتحاد القدم فاشل، وضعيف، ولا يثقون به وبقراراته، رغم الخدمة الكبيرة التي قدمها له بإقرار مشاركة الحارس الأجنبي في الأندية السعودية، ومن ثم تغليف القرار بقرار السماح بزيادة عدد اللاعبين الأجانب، وربما قرار وجود الحارس الأجنبي هو ترضية للهلال بعد خسارته في الحصول على خدمات العويس. ماذا بقي؟ بقي القول: يعتبر الإتحاد السعودي لكرة القدم على محك إثبات أنه اتحاد قوي، فبعد خطاب فريق الشباب الذي يتهم مجهولا -لم يتجرأ على ذكر اسمه صريحًا- أو حتى الإشارة إليه، إنما ألمح إلى الذي يتستر على الفاسد المجهول؛ فردًا، أو كيانًا، مما قد يفهم منه أن الذي يتستر على الفاسد المجهول فرد.. خشي من تسميته، وكيان.. خاف من ذكر اسمه، لأن الفرد والكيان الذي يقصدهما خذلاه، وتخلا عن مساندته، فلا يستطيع ذكرهما، حتى لا يتورط أكثر مما هو متورط، والدليل أن فريق الشباب لا يملك أي مستند في قضية العويس، أنه كان بإمكانه الاستئناف لدى محكمة التحكيم الرياضي، ولم يستأنف، أو حتى يشتكي إلى لجنة الأخلاق والقيم السعودية، ولم يفعلها. @muh__aljarallah