بكل أسف ، لم تزل مراكز التأهيل الشامل المعنية بمساندة ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة تفرض على المواطن تقديم ما يثبت أنه كذلك ، ثم تفرض عليه القدوم شخصياً للمركز ليراه الطبيب ، علاوة على طلبات أخرى معقدة جعلت من فضيلة الدعم تلك حافة بين خيارين أحلاهما علقماً بالنسبة للمواطن المستحق ، فإما أن يستمر في تقديم متطلبات الاستحقاق كما فرضتها عليه الشؤون الاجتماعية مضطراً للدخول عبر نفق المذلة في طوابير الاستجداء أمام كاونترات الموظفين ليقبلوا هذه الورقة أو ليتغاضوا عن تلك الورقة ، وإما أن يعود لبيته مختاراً لثوب العزة والكرامة سائلاً ربه أن يغنيه عن هذه الإعانة المغلفة بتلك المتطلبات المهينة ، في حين أنه لم يزل في إمكان الشؤون الاجتماعية التخلص من كل هذا النمطية التقليدية في خدمة هذه الشريحة واختصار تلك الإجراءات المرهقة بخطوة واحدة ، وهي الارتباط إلكترونياً مع وزارة الصحة لمعرفة كل التفاصيل المطلوبة عن حالة مستحقي الدعم طبياً !! يجب أن تعي الشؤون الاجتماعية أن استمرار هذه الطريقة لا يعكس القيمة الجوهرية لمفهوم الدعم كما تراه القيادة في هذا البلد الكريم التي لطالما أكدت على أن يبقى أفراد هذه الشريحة في منازلهم معززين مكرمين متعففين بينما تقوم الجهات المعنية بدورها الوطني والإنساني تجاههم أينما وجدوا ، وذلك بالبحث عنهم ومساندتهم دون أن يقدموا ورقة واحدة يقولون فيها ادعمونا ، والأمر ليس بالسريالي ، فقط تقوم مستشفيات وزارة الصحة بالخطوة الأولى ( فتح ملف مساندة ) فيه جميع المعلومات والتقارير الخاصة بالحالة ، ثم تقوم الشؤون الاجتماعية (طبعاً في حالة اقترانهما إلكترونياً ) ببقية الخطوات التي تنتهي بإرسال بطاقات الدعم لصاحبها في منزله بكل تلقائية وعفوية ومعها رسالة حب وتقدير وإن كان بيته في هجرة نائية تحفها الصحراء من كل الجهات . هكذا يمكن لنا وصف ما تقوم به تلك الجهات بالدعم والمساندة ، لا أن نجعل المواطن يقدم طلباً ثم نطالبه بما يثبت أنه محق وهات التقرير الفلاني وخذ تلك الورقة وإئتنا بذلك التوقيع واذهب لذاك المبنى واصعد لهذا الدور وغير ذلك مما لا يصح وصفه بغير إجراءات التحقير والإذلال المنزوعة من كل صفات الخير ومعاني الدعم والمساندة ، أرجوكم استشعروا حساسية هذا الموضوع بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة وقوموا فوراً بما يكفل لهم حق الكرامة والتوقير والاحترام . Abha/Tanouma61899 /P.O:198 [email protected] مرتبط