الرياض – البلاد استطاعت مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز "مسك الخيرية" أن تجمع عبر مهرجانها " مسك آرت" المقام حاليًا في منتجع درة الرياض جماليات الإبداع الفني لثلاثة أجيال ضمت لوحات متنوعة لروّاد الفن التشكيلي في المملكة قبل أكثر من أربعة عقود من الزمن، مرورًا بجيل الشباب المُتقن لاستخدامات فنون الرسم، وإنتهاءً بالجيل الواعد الذين عبّروا في لوحاتهم عن الأمل الساكن في أنفسهم في ظل حاضر مشرق تجاوز بتطلعاته سِنين عمرهم الصغير معلنًا عن رؤية 2030. ولا مجال للحيرة عندما يدلف الزاائر لمهرجان "مسك آرت"، إذ سيجد يوميًا من الساعة الرابعة عصرًا حتى الساعة 11 مساءً ما يلبي ذائقته من بين عروض 165 فنانًا تشكيليًا يمثلون مدارس فنون : الواقعية، السريالية، التكعيبية، التعبيرية، والتجريدية التي طالما صاغتها أنامل الفنانين السعوديين محمد السليم وعبد الحليم رضوي – رحمهما الله – في سبعينيات القرن الماضي، حيث عرض المهرجان في إحدى أركانه لوحتين لهما تعبران عن جمالية الفن في ذلك الزمان. وكان الفن التشكيلي في المملكة قد بدأ رحلته في ستينيات القرن الماضي، واستعاد مهرجان "مسك آرت " تلك الحقبة الزمنية في لفتة وجدت الكثير من التقدير والامتنان من الحضور الذين لطالما سمعوا عن مؤسسي ذلك الفن ولكن لم يسعفهم الحظ في الاطلاع على تفاصيل رواده. وعلى مقربة من ركن السبعينيات، تقف إبنة الفنان السليم الفنانة التشكيلية نجلاء حيث تعرض لوحة تشكيلية عصرية، كانت تُرسم بذات النسق الذي عرفته عن والدها، بيد أنها تطورت مع تصاعد الأدوات الفنية المستخدمة في الرسم التشكيلي. ويسعى المهرجان إلى أن يكون أكثر من مجرد مهرجان للعرض، بل تجربة تفاعلية يمكن أن يشعر بها الزوار بمختلف أعمارهم مع الفنانين بمختلف أذواقهم وفنونهم، ويتضح ذلك في تصميم المكان الذي تم تجهيزه بطريقة فنية ومن خلال عناصر البرنامج الإبداعية؛ إذ أن كل الأنشطة قد دُرست واختيرت لتعزيز التجربة والمشاركة والتفاعل بين الفنانين والزوار من كافة الفئات والأعمار. مرتبط