في مسجد أحد الطرقات تقدم شخص ليؤم المصلين المسافرين في صلاة المغرب ، وبعد أن كبر تكبيرة الإحرام بدأ بقراءة الفاتحة مستهلا بالبسملة.. ليواصل بقية آياتها ، ويتبعها بآيات من سورة أخرى ، ويفعل الشيء نفسه في الركعة الثانية . وما أن فرغ من الصلاة وبعد التسليمة الثانية وقف أحد المأمومين مبديا امتعاضه..رافعا صوته بحدة..منتقدا ما فعله ذلك الإمام بشدة ! وأن هذا خطأ فادح منه . ليقول آخر : كان خليت غيرك أعرف منك يصلي بنا ! لترتفع أصوات الغالبية منهم بتخطئة من صلى بهم ، رغم محاولته إقناعهم بأن ما فعله هو الصواب وأن البسملة هي أول آية في سورة الفاتحة ( أم السبع المثاني ) وعدم الإتيان بها يعد نقصا فيها ، وقد يعرض صلاة الشخص للبطلان ، لأنها تظل قراءة مبتورة ، وفي الحديث الشريف لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب . لكنهم لم يتقبلوا ذلك بل طلب بعضهم إعادة الصلاة لأنهم صلوا خلف شخص مخالف للسنة . وأنه لا تصح قراءتها مستدلين بأئمة الحرمين الشريفين وغيرهم في المساجد ، وأنهم لا يقرؤونها ولو كان ما فعله هو الصحيح لكانوا أسبق إلى ذلك . ويقول من شهد الموقف بأنه حاول إقناعهم أيضا وأنه لا خلاف على ذلك ، وأن من أئمة المسلمين من يجهر بها وهناك من يقرؤها سرا . لكنهم مع إصرارهم يرون ذلك خطأ شنيعا ، وأن البسملة لا تقرأ في الصلاة ، لدرجة أن أحدهم يقول بأنه منذ عرف الصلاة لم يسمع إماما يرفع صوته بها ، وأنه ما قرأها في حياته لا سرا وا جهرا !! ولأن هذا قد يقع فيه كثير من الناس الذين يتعلمون بالمحاكاة دون معرفة الأصل وفهم الصواب ، ويعتقدون أن ما يقومون به هو العمل الصحيح دون سواه ، فيخطئون من كان على غير طريقتهم التي يتعبدون بها . وهذه إشكالية كبيرة لأنها تتعلق بالدين والعبادة ، ومع أن بعضهم يرى عدم الجهر بها وأنها تقرأ سرا ، فإن بعض الأئمة في المساجد لا تشعر أنه همس بها إطلاقا ، بل تلاحظ أنه يقرأ مباشرة بالحمد لله …ومن مثلهم يتعلم كثير من الناس ، ويخشى أن تكون قراءة مبتورة ! مع أن بعض المشائخ من أئمة الحرم الشريف نجده يرفع الهمس بها لدرجة السماع ، ومنهم الشيخ عبد الرحمن السديس ، وقد أم المصلين في أندونوسيا جاهرا بالبسملة . ومن المفروض ألا نخضع العبادة للعادة ، وأن نحاول الفهم السليم ، وقد يكون من المناسب دراسة هذا الأمر مجددا من علماء المسلمين ، لا سيما وأن هناك استدلالات أخرى يمكن أن توصل لما يجب معرفته مع وجود التقنية وبيان الإعجاز الرقمي لأحرف القرآن الكريم ، الذي تعهد الله عز وجل بحفظه ، فقد تكون شواهد دامغة توصل للحقيقة التي يجب أن تتبع من جميع المسلمين وبالله التوفيق . مرتبط