للأسف يقبع العقل العربي مقيداً في غياهب نظرية المؤامرة التي تقول بأن الغرب كان السبب في حدوث الربيع العربي (الشرق الاوسط الكبير) لتنفيذ اجندة تمت كتابة فصولها في اللوح المحفوظ قبل برأ الخليقة! فمن هو المستفيد من ترويج تلك الأفكار بين الشعوب العربية لإضعافهم نفسياً؟ وهل تم فعلاً كتابة تلك السيناريوهات لتقسيم العالم العربي؟ إن مخطط (الشرق الاوسط الكبير والفوضي الخلاقة) هو أحد مئات السيناريوهات التي يكتبها سنوياً عشرات الطلبة (شعبة خيال علمي) للخارجية الامريكية عن طريق مراكز ومكاتب الدراسات والتوقعات. ولو اطلعت على تلك التقارير والدراسات لوجدتها تتوقع كل شيء تقريباً (إحتلال الدول العربية من اسرائيل / جفاف النفط ونزوح جماعي للعرب عن طريق تركيا/ احتلال يأجوج ومأجوج للمنطقة العربية) وعشرات السيناريوهات التي فشلت جميعاً في توقع حدوث الربيع العربي. يتضح ذلك عندما نتذكر لقاءات هيلاري كلينتون المتكررة مع أبناء القذافي لتهيأتهم للحكم بعد القذافي.. تكررت نفس القصة مع جمال مبارك واستضافته باستمرار في البيت الأبيض..تمهيداً لانتقال السلطة من جيل الآباء للأبناء. كانت الصدمة بالغة على الغرب لدرجة أن الكونجرس الأمريكي طلب جلسات إستماع (لتقريع وملامة) كبار المسؤولين في الخارجية الأميركية لفشلهم في توقع الربيع العربي واستشعار حدوثه. إن العجز والفشل المتكرر في توقعات الخارجية الأمريكية لا يأتي مجاناً…وإنما يكلف الإدارات الامريكيه المتعاقبة ميزانيات ضخمة ساهمت في حدوث كوارث اقتصادية للسوق الامريكي! ولكن مصلحة الغرب تأتي دائماً من تمثيل دور القوي المتمكن عن طريق نشر الإشاعات المزيفة بتفوقهم فكرياً وتخطيطهم للربيع العربي لإضعاف النفسية العربية كما فعلت فرنسا مع (الدول الافريقية) لعشرات السنين! تطاحن داخلي وحروب متكررة يبررها أبناء القارة السوداء بجملتهم الشهيرة وابتسامتهم ذات الاسنان المتلألئة بعد أن اهلكوا الحرث والنسل (هباري رفيقي، ميزوري فرنسي سلامي) يعني: مخطط فرنسي قديم لتقسيم المنطقة. درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية، الكنفدرالية السويسرية