طريق الوحشة يختزل في إغماضة ترتعد شفاهي كلما أفكر في أصابعي إذ صارت ترتكب جرائمي بالنيابة تتسلل حينما يحل الظلام للأحياء المعتمة تسير على وجل ..تتلفت كل ثانيتين ..لتتأكد من أن أحدا لا يرقبها ..تتسلق عبر الأسوار الخلفية للبنايات ..ترتعب للعلو ولكن ..مامن بد ..تنظر من خلف زجاج النوافذ .. رجل يحلق ذقنه المعشوشب .. فتاة تثرثر عبر الهاتف الخليوي فتاة أخرى تقضم أظفارها وهي تقلب صحيفة المستقبل طفل تأكله الظِلال فيبكي .. عجوز يشرب ماءه من فم رخامية وسجادة تتململ إثر زجاجة عطر تنكسر فوقها ! .. ستارة مسدلة توقفني .. أصابعي في حيرة ..تتحسس الزجاج ..أما من نتوء لتتمكن من فتح النافذة ..تصاب بخدوش تكاد تعود أدراجها ..تُفتح النافذة ..وجه وحشي بأنياب طويلة يقهقه أولطيف بشعر مسدل يعتذر .. وتمضي تنثني .. تجلس على طرف الجدار .. البناية عامرة لكن لاشيء يعنيها ..وحدها المسافة بينها والأرض تحدد ارتفاع الهوة التي تحاذيها .. تبصق ..فلا تتبين شيئا فتدرك أن الخوف الذي يعتريها لايتناسب والمسافة تستجمع عزيمتها و ..تقفز !