رعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة مساء امس الاول حفل اختتام التمرين التعبوي الإقليمي لمكافحة التلوث النفطي بدول الإقليم الذي نفذته المملكة العربية السعودية ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمشاركة عدد من القطاعات ذات العلاقة وذلك على شاطئ المنطقة الشرقية. وقد بدأ الحفل الذي أقيم بمقر غرفة الشرقية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى مدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد الهباش كلمة عبر فيها عن سرور المركز بأن يمثل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في التنسيق والمتابعة والإشراف على التمرين التعبوي الخاص بمكافحة التلوث بالنفط بدول الإقليم وتفعيل الخطة الوطنية لمكافحة التلوث بالزيت والمواد الضارة بمتابعة وإشراف سمو الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز .. مشيرا إلى التنسيق المتميز بين جميع القطاعات التي شاركت في هذا التمرين الذي أسهم في نجاح هذه التجربة الإقليمية والمحلية وأعطى مؤشرات جادة عن الجاهزية التامة لدى المملكة ممثلة في الجهات المختصة ذات العلاقة بالتعامل السريع والحرفية العالية في التعامل مع حوادث التلوث البحري على شواطئ المملكة لا سمح الله وأيضا التعاون الفعال مع دول الجوار وفقا للخطة الإقليمية. وأوضح الهباش أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والجهات المشاركة حشدت كامل طاقاتها لإنجاح التمرين وتحقيق أهدافه. بعد ذلك ألقى رئيس مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية التابع للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية عبدالمنعم الجناحي كلمة عبر فيها عن سعادة المنظمة في المشاركة في مثل هذه التجارب الحية بدول المنطقة التي تقام كل عامين كونها تعطي تصورا واضحا عن القدرات ومستوى التنسيق الإقليمي والمحلي للدول. وبين الجناحي أن هذه التجربة الإقليمية الثالثة على مستوى دول المنظمة تأتي بعد تنفيذ تجربتين الأولى بسلطنة عمان والثانية بدولة الكويت .. مؤكدا نجاح هذه التجربة التي شكلت نقلة نوعية للعمل الجماعي الناجح لدول المنطقة وأبنائها وذلك من أجل حماية بحارنا وثرواتها الحاضرة والمستقبلية وكذلك الجاهزية العالية وتنفيذ الخطط والبرامج المطلوبة لهذا التمرين بدقة وحرفية. وألمح إلى أن مركز المساعدة المتبادلة والمنظمة الإقليمية للمحافظة على البيئة البحرية قدم المشورة الفنية والخبرات العالمية التي شاركت في هذه التجربة وعقد دورة تدريبية لممثلي الجهات المشاركة في التمرين لرفع مستوى قدراتهم واستيعابهم. عقب ذلك ألقى نائب رئيس أرامكو السعودية لخطوط الزيت والتوزيع المهندس أحمد السعدي كلمة تحدث فيها عن مسيرة أرامكو السعودية للارتقاء بسلامة الفرد والبيئة ومن حوله، مبينا دور الشركة في المشاركة في هذا الحدث المهم واستعداداتها الخاصة بهذا الشأن. وأوضح المهندس السعدي أن أرامكو السعودية بدأت منذ عام 1963 بالعناية بالبيئة ونقاوة الأرض والهواء والبحر .. مشيرا إلى أنها وضعت نظامًا بيئيًّا معتمدًا على العديد من البرامج والدراسات لحماية البيئة وخصوصا قبل تنفيذ المشروعات. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة كلمة أعرب فيها عن سروره للمشاركة في حفل اختتام فعاليات التمرين التعبوي الإقليمي لمكافحة التلوث النفطي على ساحل المنطقة الشرقية الذي يأتي نتاجا للقرار الوزاري الرابع عشر للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية في تنفيذ التمرين التعبوي الثالث لدول المنظمة على السواحل الشرقية للمملكة تحت إشراف الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وبمشاركة القطاعات الحكومية والخاصة المعنية بالخطة الوطنية لمكافحة تلوث البيئة البحرية بالزيت والمواد الضارة في الحالات الطارئة إضافة إلى ممثلين من الدول السبع الأعضاء بالمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (ROPME). وقال سموه «إن هذا التمرين المهم الذي تستضيفه المملكة ممثلة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة يهدف للتعرف على جاهزية فرق العمل المتخصصة وتدريبها على مواجهة حوادث التلوث النفطي بهدف الوصول إلى أقصى درجات التأهب والجاهزية الدائمة للتعامل مع أي تلوث قد يؤثر على سواحل المملكة في إطار استعداد ومعرفة القدرات والخبرات الوطنية والإقليمية للتصدي لأي تلوث بحري لا سمح الله». وبين سمو الأمير تركي بن ناصر أن التلوث النفطي يعد من أهم الملوثات للبيئة البحرية الذي تعاني منه منطقتنا ودول العالم .. مشيرا إلى الآثار المدمرة التي خلفها أكبر تلوث نفطي في العالم إبان غزو العراق للكويت عام 1991م الذي مازلنا نعاني منه حتى يومنا هذا .. مؤكدا أن الجهود مستمرة لمعالجة الوضع وإعادة تأهيل البيئة البحرية إلى وضعها الطبيعي. وقال سموه إن هذه التجربة هي واحدة من السبل المهمة التي نقوم بها لتحديد القدرات والخبرات في دولنا وقدرتها على التجاوب في حالة حدوث أي أثر بيئي بحري قد تتعرض له لا سمح الله. ورأى سموه أن الجهود والتقنيات العالية التي ظهرت بشكل واضح أعطت شعورًا بالثقة بجاهزية التعامل مع مثل هذه الحوادث. وأبان سمو الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة أن المملكة من أوائل الدول التي أقامت خطة وطنية لمكافحة تلوث البيئة البحرية للزيت والمواد الضارة وساهمت في سن القوانين والاشتراطات الخاصة بهذا الشأن كما أنها تقوم بدور فاعل مع المجتمع الإقليمي والدولي لكل ما من شأنه رفع مستوى العمل البيئي وتفادي المخاطر الناجمة عنه. وفي ختام الحفل قام سمو الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز بتكريم الجهات المشاركة في التمرين، فيما تسلم سموه درعين تذكاريين من عبدالمنعم الجناحي ومدير المركز الإقليمي للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية.