برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبحضور سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة السيد يوجينو داوريا؛ قام نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الغبان والبروفسور اليساندرو ديمغرية من جامعة نابولي الايطالية؛ بتوقيع اتفاقية للتعاون في مجال المسح والتنقيب الأثري في موقع دومة الجندل بمنطقة الجوف، وذلك وفق الشروط والضوابط المنظمة لعملية التعاون مع البعثات العلمية في مجال الآثار المعتمدة في المملكة. وبعد توقيع الاتفاقية أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على ثراء وعمق الحضارة التي تزخر بها المملكة العربية السعودية، و هو ما يؤكد مكانة المملكة في الحضارة الإنسانية، مشيراً سموه إلى أن ذلك دعا الهيئة بصفتها الجهة المسئولة عن الآثار إلى تشجيع أعمال التنقيب التي تقوم بها فرق سعودية، سواء كانت بمفردها أو بمشاركة خبرات أجنبية مثل هذه التي نشهد التوقيع عليها اليوم. و أبان سموه أنه تم التفاهم اليوم أيضاً مع سعادة السفير الإيطالي على توسيع مجالات التعاون السعودي الإيطالي في مجالات الآثار و تنمية وإدارة مواقع التراث العمراني ليشمل الاستفادة من الخبرات الإيطالية في هذه المجالات، و خصوصاً في جوانب المحافظة على التراث العمراني و ترميم المباني، وتشغيل المواقع و تنميتها وتدريب المواطنين، إضافة إلى جانب التعاون في مجالات التنقيب و البحوث العلمية في مجالات الآثار. و أكد سموه "أن الهيئة تتعاون مع إمارات المناطق والجهات المسئولة للمحافظة على أثار المملكة، وتطبيق الأنظمة الخاصة بحماية هذه المواقع، مبدياً ثقته في نمو وعي المواطنين بأهمية الآثار الوطنية والعمل على حمايتها ". من جانبه أوضح نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الغبان على أن هذه الاتفاقية تعد السابعة من نوعها التي توقع مع عدد من الدول في هذا المجال، وستستمر لمدة خمس سنوات يتم فيها إجراء أعمال توثيق ورفع مساحي للمعالم الأثرية في منطقة العمل، كما سيتم إجراء أعمال لحفائر أثرية في المنطقة المحيطة بقلعة مارد بدومة الجندل، وذلك للكشف عن الحضارات التي سادت في هذه المنطقة الأثرية التي ورد ذكرها في المصادر القديمة وعرفت بسم ادوماتو، وكان لها دور كبير في مسار الأحداث التاريخية التي وقعت في شمال الجزيرة العربية. وأضاف الغبان بأن هذا المشروع يشارك فيه نخبة من المختصين الايطاليين مع نظراء لهم من السعوديين ، ويرأس الجانب العلمي السعودي الدكتور خليل بن إبراهيم المعيقل، عضو مجلس الشورى وأستاذ الآثار الإسلامية في كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، و سيسهم الجانب الايطالي بخبراته في مجال الترميم للاستفادة منها في ما تكشف عنه الحفريات من مباني.