استقبل يوم الأحد الماضي أول عرضين ضمن المنافسة الرسمية لنشاط الجنادرية المسرحي و جاء العرض الأول بعنوان عميان و هو من تأليف : ياسر مدخلي و إخراج : محمد الشوقبي و تمثيل كل من : متعب آل ثواب , فهد آل طالع , فيصل القحطاني , عبدالله آل فائع , أحمد الحكمي , المؤثرات الصوتية : عبدالعزيز عسيري , المؤثرات الضوئية : عبدالوهاب الأحمري , العمل من إشراف أحمد السروي. العرض من إنتاج جمعية الثقافة والفنون بأبها, و تميز العرض ببساطته و عدم تكلّفه فجاءت السينوغرافيا هادئة جدا مع وجود إضاءات تعكس الحالة الشعورية لدى الممثلين , جاءت لعبة النص مختلفة فالقصة لمجموعة من المختلفين في المشارب و الرؤى و الأفكار و الاهتمامات و الرابط بينهم أنهم فاقدين لبصرهم و مسجونين داخل مكان ما , يحاول الخروج من هذه الأزمة باستخدام كل طاقاتهم و هم عالقون في الانتظار و محكومون بالأمل , زادهم في هذه الرحلة حوارات جائعة جاءت منفصلة و متصلة و كأن الكاتب يقول بأن العالم يحيط به الظلام , جاءت الندوة النقدية لهذا العمل ممتلئة بالنقاش , أدار الندوة مساعد الزهراني و قدم القراءة الناقد سلمان السليماني حيث قال في مجمل ورقته: أن المشهد الاستهلالي بدأ طويلا و أثّر على سير العملية الدرامية رغم محاولة المخرج بالخروج من مأزق اللهجة العامية و ظهر لنا العرض بشكل مبتور لأنه ليس هناك مقولة واضحة و ليس هناك ربط جيد و الإضاءة أضعفت العمل بشكل كبير. عقّب بعد ذلك عدد من الفنانين المسرحيين حيث قال طالب البلوشي: يحتاج المخرج لفهم النص بشكل كبير و يحتاج أيضا للاشتغال بجهد كبير على الممثل لأن صوت الممثل لم يصل وبالتالي فقدنا التواصل مع العرض, بعد ذلك تحدث عمر غباش عن دخول و خروج الممثلين و وصف ذلك بحركة ( غير مبررة ) , أبدى السحيمي عدد من التساؤلات من ضمنها عدد الممثلين و كذلك نوعية الموسيقى المستخدمة. ختم الندوة مخرج العمل الذي وجه شكره لوزارة الحرس الوطني و لجمعية الثقافة و الفنون بالطائف و لفريق عمله الذي عرض مسرحية عميان و شكر كل من عقّب أو وجه ملاحظة و قال : أنا هنا من أجل بناء العرض بشكل سليم و أثق كثيرا بكافة الملاحظات التي وجهت من أجل النهوض بأعمدة المسرح. العرض الثاني أعاد صلاح عبدالصبور على الخشبة من خلال عرض مسرحية مسافر ليل التي قدمها فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة و الفنون بالقصيم و أخرجها الفنان المسرحي صبحي يوسف و قام بأداء الأدوار كل من : أحمد الحميميدي , ثامر الحربي ,عبدالحميد السلوم , المؤثرات الصوتية عبدالله المزيني و الاشراف العام الأستاذ عبدالله الزيد. مسافر ليل جاءت بحكاية مسرحية و كأننا أمام لويجي برانديللو فكانت الأحداث تدور كمسرح داخل مسرح , تدور أحداث القصة عن مخرج يقوم بتصوير فيلم قصير عن مسافر وحيد في قطار ليلي يتجه نحو المجهول و يتعرض لصنوف القهر و العذابات من عامل التذاكر و بإيعاز من المخرج الذي يفرض سلطته القاتمة على فكر هذا المسافر الليلي. بعد العرض كانت الندوة النقدية و التي أدارها مساعد الزهراني و قدم القراءة فيها الأستاذ أحمد المفتاح مدير مركز شؤون المسرح بدولة قطر و جاء فيها: يتشكل العرض الدرامي من تلك المواجهة منذ البداية و حتى النهاية بين الراكب و عامل التذاكر و يترتب عليه التنامي و التصاعد وصولا إلى الذروة بسرعة من خلال ذلك الحوار المحموم المركب من التذلل و الاستعطاف من الراكب أو المتلون القادر على الحزم من عامل التذاكر,