تقدم عشرات الأطفال المقاعد الأمامية لمسرح جمعية الثقافة والفنون في الدمام، في افتتاح مهرجان مسرح الطفل الرابع الذي تنظمه وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية بالتعاون مع الجمعية، في اطار اكتشاف المواهب المسرحية، والمساهمة في تنشيط الحركة المسرحية وتطويرها في حياة الطفل المسرحي في المنطقة الشرقية، بحضور مدير عام النشاطات الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن بن واصل الأحمدي، ومجموعة من المسرحيين والمهتمين في المجال الثقافي. استهل الافتتاح بكلمة مدير المهرجان ومنسق لجنة المسرح بالجمعية سعود الصفيان قال فيها"إن أدب الطفل في الدول المتقدمة يحظى باهتمام بالغ على جميع المستويات لأنه يسهم في بناء شخصية الطفل، التي تشكل الثقافة جزءا كبيرا منها، ولكن الافكار الكبيرة لم تعد وحدها هي المطلوبة بمسرح الطفل، فهناك أهداف أخرى يتلقاها الطفل، أهداف لغوية ، رفع الذوق العام لديه، وتهذيب التفكير، وأهداف سامية تسهم في إحداث مزيد من الاستقرار النفسي والعاطفي للطفل، لذلك استمرت جمعيه الثقافة والفنون بالدمام بدعمها لفعاليات مسرح الطفل ، وحرصت على استمراريتها وتطويرها بالتنظيم المباشر أو بالتعاون مع الجهات الأخرى". وعن عرض مسرحية "الكهف المجهول" لفرقة وارف، أوضح مخرج المسرحية عثمان الدحيلان، أن العمل تدور فكرته حول انشغال الأبناء بالأجهزة الإلكترونية والبعد عن القراءة وكيف وصل الحال بالكتاب بعد هجره من الكثير، والمطالبة بالالتفات للابناء وتقنين استعمال الاجهزة الذكية. الناقد عباس الحايك قال: إن مخرج المسرحية يعي تماماً طبيعة الطفل ومستويات تلقيه، فالنص يقدم للطفل قيماً تربوية دون مباشرة ولا خطابية، ودون وصاية، القيم ضمن سياق الحكاية، مضيفا أن العرض انزاح لطبيعة طفل اليوم المشبع بالمشاهدات، فحاكى هذه المشاهدات عبر صورة مليئة بالألوان والمؤثرات الصوتية والموسيقية التي تشد الطفل للعرض. في العرض اخفاقات فنية في الصوت والإضاءة وحتى في الشاشة الخلفية التي لم تستخدم ولم توظف بشكل صحيح.الممثلون يحتاجون لتدريب أكثر للتعامل مع عناصر الخشبة، كما أن وجود الراوي لم يكن ضرورياً ولم يكن موظفاً، ولكن يكفي العرض التفاعل الواضح للأطفال واندماجهم معه. ويضيف الكاتب عبدالباقي البخيت أن العمل المسرحي عمل جميل خفيف مناسب جداً للطفل تخللته بعض الاسكتشات الغنائية التي أضافت بهجة للحضور من الأطفال كان النص بمثال وجبة جميلة غنية فيها من المعاني ما يعلم الطفل ويفتح مداركه على صورة الكتاب وفوائده والبعد عن اللهو فيما لاينفع، كان الاخراج رائعاً مواكباً لأحداث النص مع الارتفاع بالفكرة وتجميلها بدخول الاغاني المعبرة والرقصات الرائعة جعلت الصالة تضج بالتصفيق والهتاف. كان الممثلون متألقين بخفة الحركة واتساقها مع المؤثرات المصاحبة للعرض من حركات ايمائية وتطبيق شديد في حرفية التناغم بين الممثلين، وعلى قدر كبير من التمكن في الاداء وقد خدمتهم كثرة التمارين والبروفات في صقل موهبتهم ووقوفهم على خشبة المسرح بكل ارتياح. يذكر أن المهرجان يضم 5 فرق هي "فرقة وارف للفنون المسرحية"مسرحية الكهف المجهول" تأليف:عبدالعزيز بوسهيل وإخراج:عثمان الدحيلان" وفرقة مواهب المسرحية بالقطيف "مسرحية مكران والسندباد" تأليف الدكتور علي العاقول وإخراج : ماهر الغانم" وفرقة رتاج المسرحية، تشارك بعمل "المُهرجان" تأليف معاذ الخميس، وإخراج خالد الخميس، و فرقة الماسة، تشارك بمسرحية شَرشور، تأليف فاضل عباس الهاشم، واخراج حسن آل مبارك، وجمعية الثقافة والفنون بالرياض، تشارك بمسرحية "يحكى أن" تأليف جاسم العبسي وإخراج عبدالغني الحادي. ويتضمن "ورشة فن الالقاء والأداء المسرحي للطفل" يقدمها المخرج المسرحي راشد الورثان، مدة أربعة أيام بفترتين صباحية للنظري ومسائية للتطبيقي، خصصت للفئة العمرية من 7 وحتى 12 سنة، وورشة تشكيلية للأطفال طيلة أيام المهرجان تختتم بمعرض من نتاج الورشة، كما سيرافق المهرجان استديو تصوير ضوئي لزوار وحضور المهرجان.