أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، عن اعتقاده بعدم تمسّك الولاياتالمتحدةالأمريكية بزعيم منظمة الكيان الموازي الإرهابية فتح الله غولن، معللاً سبب ذلك بعلاقات الصداقة التي تربط أنقرةبواشنطن منذ سنوات طويلة، لافتاً أن الانقلابيين "غرّدوا كالبلابل" بالاعترافات بعد بدء التحقيق معهم. وجاءت تصريحات يلدريم هذه في مقابلة نشرت على الصفحة الالكترونية لصحيفة الغارديان البريطانية ، حيث أوضح فيها أنّ حكومته توصلت إلى قناعة بأنّ محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت مساء 15/ يوليو الجاري، كانت تستهدف الشعب التركي ومستقبله، وأنّ المسؤولين الأتراك وجّهوا نداءً للشعب بضرورة الحفاظ على مستقبلهم ومستقبل البلاد. وعن تفاصيل التطورات التي أعقب محاولة الانقلاب الفاشلة، قال يلدريم: "فور إفشال محاولة الانقلاب حصلت توقيفات بحق المشاركين في هذه العملية، وغرّدوا كالبلابل بالاعترافات فور بدء التحقيق معهم، واستنتجنا من خلال الإفادات الأولية، أنّ محاولة الانقلاب الفاشلة تمّ التخطيط لها منذ فترة طويلة، وكان القائمون عليها يأخذون التدابير اللازمة لإنجاحها، وعندما قاموا باختطاف رئيس هيئة الأركان، اقترحوا عليه إجراء مكالمة هاتفية مع زعيمهم فتح الله غولن لتأمين مشاركته في هذه المحاولة الانقلابية". وأشار يلدريم إلى أنّ تساؤلات الشارع التركي حول احتمال ضلوع الولاياتالمتحدةالأمريكية في محاولة الانقلاب الفاشلة، ناتجة عن إقامة "غولن" لمدة طويلة في ولاية بنسيلفانيا الأمريكية، معرباً في هذا الخصوص عن اعتقاده بعدم تمسّك واشنطن به. وحول الانتقادات التي توجهها بعض الدول لتركيا بخصوص حالات التوقيف في إطار التحقيقات الجارية بشأن محاولة الانقلاب الفاشلة، قال يلدريم: "ماذا تنتظر منّا الدول التي تنتقدنا، هل يريدوننا أن نظلّ مكتوفي الأيدي أمام ممارسات هؤلاء الانقلابيين، هل يريدون منّا أن نكتفي بمعاتبتهم على ما قاموا به فقط، هؤلاء قصفوا البرلمان ورئاسة الوزراء والمجمّع الرئاسي". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 /يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.