بينما تعاني معظم الدول في الشرق الأوسط من الهجمات الإرهابية لجماعات متطرفة، يبدو أن إيران تعيش في مأمن من هذه الهجمات بشكل يثير تساؤلات بشأن علاقتها بالتنظيمات الإرهابية. فقرار محكمة فيدرالية أميركية بتغريم إيران أكثر من 10 مليارات دولار بسبب تورطها في دعم منفذي هجمات 11 سبتمبر 2011، يزيد الشكوك في وقوف إيران وراء العديد من المنظمات الإرهابية لخدمة مصالحها. ونشرت الولاياتالمتحدة وثائق مؤخرا بخط الزعيم السابق لتنظيم القاعدة الارهابي، يؤكد فيها وجود تعاون إيراني مع القاعدة لتسهيل مراسلات التنظيم وتمرير الأموال إليه مقابل التعاون في العراق. واستضافت إيران قيادات في تنظيم القاعدة وعائلاتهم عقب اندلاع الحرب الأميركية على أفغانستان في 2001. وبقيت أسر قادة التنظيم في إيران حتى وقت قريب. ويقول المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان لسكاي نيوز عربية أن إيران "اكتشفت مبكرا أن جماعات الإرهاب لا يحركها دين ولا مذهب بقدر ما تحركها أهداف سياسية.. وهي أدوات يمكن لإيران استخدامها بسهولة لتوجيه أنشطة هذه الجماعات لخدمة مصالحها بينما تظل هي نفسها في مأمن". ولدى إيران أذرع عسكرية في العراق عبر الميليشيات الحزبية الطائفية وفي لبنان عبر ميليشيا حزب الله المصنفة كجماعة إرهابية، والتي امتد نشاطها القتالي إلى سوريا، بينما تقاتل ميليشيا الحوثي بدعم إيراني ضد الحكومة الشرعية في اليمن. وتنخرط هذه الميليشات جميعا في حروب بالوكالة خدمة للمصالح الإيرانية، وهو أمر لا تستطيع إيران أن تنفيه عندما يعلن القائد العام للحرس الثوري عن تجهيز 200 ألف شاب مسلح في سورياوالعراقوأفغانستان وباكستان واليمن، **الإرهاب وسيلة نفوذ وشهدت دول عربية وغربية هجمات إرهابية شنتها مجموعات يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش. ويطرح ذلك تساؤلا بشأن مدى استفادة إيران من الأنشطة الإرهابية. فوجود القاعدة في العراق عبر تسهيلات إيرانية وسورية، ساهم في وجود مساومات مع الولاياتالمتحدة، نجم عنها توسيع النفوذ الإيراني مقابل وقف الهجمات التي كان يشنها مسلحي القاعدة ضد الجنود الأميركيين.حيث استخدمت طهران الأنشطة الإرهابية لخلط الأوراق في كل من سورياوالعراق، وتحسين وضعها في المفاوضات النووية وعقد تسويات في لبنان". وبالرغم من أن الإرهاب سلاح ذو حدين، فإن "إيران استطاعت استخدامه لصالحها."