يعكف مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز الذي يعد الأحدث بين المراكز العلمية التي تحتضنها الجامعة على بناء قاعدة معلومات مناخية وإجراء عمليات التشغيل التجريبية لنماذج المناخ الإقليمية والعالمية ، بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030 بجعل متطلبات التنمية المستدامة تخدم الأجيال القادمة . ويقوم المركز بإعداد التقديرات المستقبلية عن المناخ بحكم أن التغير المناخي يعد مصدر اهتمام المجتمع ويمثل خطر التغير المناخي المتسارع وإمكانية حدوث تغيرات مفاجئة وحالات مناخية متطرفة واحد من أكبر التحديات التي تواجه الدول مركزاً على إحراز تقدم في مجال علم المناخ وذلك بإدخال تحسينات وتعزيزات كبيرة في مجال العمليات الحسابية عالية الكفاءة كالأقمار الصناعية في المواقع الطبيعية لرصد المتغيرات المناخية الرئيسة بدقة عالية جداً وذلك لتحديد الاتجاهات والتغيرات المناخية بشكل دقيق وقوي . وأكد مدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي الدكتور منصور بن عطيه المزروعي أن المركز أطلق باكورة لقاءاته العلمية التي تلامس أهمية التغير المناخي عالمياً وتأثيره على البيئة في ظل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله- لدعم إجراء دراسات التغير المناخي والحصول على تنبؤات تفصيلية عن الطقس والمناخ للمملكة وتفادي الانعكاسات السلبية المحتملة مستقبلاً . وبين أن التأثيرات الكبيرة والمحسوسة للتغير المناخي في الآونة الأخيرة ومعرفة تأثير التغير المناخي وسبل التكيف من أولويات هذا المركز الذي يهتم المركز بعمل دراسات عن التغير المناخي وتقييم تأثيراته سواء على المستوى المحلى والإقليمي والعالمي وذلك في إطار رؤيته المتمثلة في تحقيق التميز في أبحاث التغيرات المناخية ورسالته أيضاً من خلال دراسة التغيرات المناخية وانعكاساتها المحتملة على المملكة العربية السعودية وابتكار الحلول بما يلبى حاجة المجتمع وصانعي القرار. وقال : إن الجامعة تبنت إنشاء مركز التميز لأبحاث التغير المناخي لتفردها بتخصصات فريدة عن غيرها من الجامعات السعودية واحتوائها على قدرات معرفية عريضة من كليات وأقسام علمية ومراكز بحثية متميزة وقاعدة بيانات من أعضاء هيئة التدريس من ذوي الخبرة وذلك تحقيقاً للريادة العالمية لدراسات التغير المناخي ، حيث يضم المركز كوكبة من العلماء والباحثين ذوي الخبرات العلمية المتميزة إضافة لتوفر الإمكانات التقنية اللازمة لجعله مؤهلاً لمواكبة التطور العالمي المتسارع في علوم التغير المناخي ونماذج التوقعات العددية للطقس والمناخ . وأشار الدكتور المزروعي إلى أن المركز يقوم حالياً باختبار وتشغيل العديد من النماذج العددية الجوية والمناخية الإقليمية والعالمية على شبه الجزيرة العربية بهدف التحقق من صحة المخرجات خصوصاً الأمطار ودرجات الحرارة فوق المملكة كمرحلة أولى باستخدام الوسائل الإحصائية العالية وكذلك الطرق الديناميكية لكي يتم في النهاية توظيف أكثر النماذج وفاء بتحقيق الهدف المرجو وظروف تشغيلها وضبطها مفيداً أن من السمات الرئيسية لأنشطة المركز البحثية المستقبلية هو توفير الدعم اللازم والتوجيه العلمي لصانعي السياسات المحلية والإقليمية من أجل التكيف مع آثار تغير المناخ . ونوه باستراتيجيات المركز المتمثلة في بناء قاعدة بيانات مناخية وتشغيل وتطوير نماذج التغير المناخي الإقليمية والعالمية ودراسة التغير المناخي المستقبلي وانعكاساته على البيئة ومصادر المياه والزراعة وإصدار التوقعات المناخ الفصلية والسنوية والعقدية وتقديم الاستشارات العلمية في مجال التغيرات المناخية مبرزاً أهداف المركز وفي مقدمتها تقييم إسقاطات نماذج التغير المناخي المختلفة على المملكة العربية السعودية واستخدام أساليب التنبؤ المناخي قصير وطويل المدى . وأفاد أن المركز يسعى لإجراء أبحاث التغير المناخي للقرن الحادي والعشرين باستخدام النماذج المناخية العالمية والإقليمية الحديثة وتقييم الظواهر المناخية الحادة الناتجة من التغيرات المناخية المستقبلية وإنشاء وتطوير البحوث المتعلقة بمصادر المياه وإدارتها المرتبطة بالتغيرات المناخية وتقديم الاستشارات للجهات الحكومية والغير الحكومية ذات العلاقة والمعلومات الخاصة بالتغيرات المناخية للجمهور والجهات العلمية عن طريق شبكة الانترنت والمساهمة في تطوير البحث العلمي الدولي في مجال التغير المناخي . ولفت إلى أن نشاطات المركز تنصب في إقامة المحاضرات والندوات العلمية الخاصة بالتغير المناخي وآثاره وتنظيم الدورات التدريبية في مجال دراسات التغير المناخي في حين أن مجالات البحث للمركز تغطي النمذجة العددية للطقس والمناخ ودراسة العلاقة بين التغيرات في الغلاف الجوي والمحيطات ومؤشرات التغيرات المناخية والظواهر المناخية العالمية علاقتها بمناخ المملكة ودراسة الظواهر المناخية الحادة مستفيداً المركز من الإمكانيات المتوفرة لدى قسم الأرصاد بكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة وتوظيف خبرات كوادر أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا سواءً من داخل أو خارج المملكة واستخدام المعامل المتوفرة لدى القسم ومنها معمل التغير المناخي والتعاون البحثي مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والعالمية في هذا المجال.