المشورة معناها أخذ الرأي ممن هم من العقلاء واصحاب الرأي السديد وذوي الخبرة والتجارب والمعرفة في شؤون الحياة والانسان الذي يستعين في أموره ومصالحه فانه قد لا يندم على ما هو مقدم عليه من امر او عمل يأمل منه الحصول على اي مصلحة قد تعود عليه بالنفع والفائدة المرجوة، والمشورة قد ورد عنها بعض الآيات من القرآن الكريم التي منها ما جاء في الآية 159 من سورة آل عمران قول الله تبارك وتعالى (وشاورهم في الامر) وفي الآية 38 من سورة الشورى قول الله عز وجل (اذا استشار احدكم اخاه فليشر عليه) ومن حديث جاء فيه (من اراد امرا شاوره فيه امرا مسلما وفقه الله لارشد اموره) ومن حديث جاء فيه (ما تشاور قوم قط الا هدوا لارشد امرهم) ومن حديث جاء فيه (المستشار مؤتمن) ومن حديث جاء فيه (ما خاب من استشار ولا ندم من استشار) من حديث جاء فيه (من استشاره اخوه المسلم فاشار عليه بغير رشده فقد خانه) ومن قول للامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال (من شاور الناس شاركها في عقولها) وقوله (نعم المؤازرة المشاورة) ومن الامثال التي قيلت في المشاورة فقد قيل (حصن من الندامة وامن من الملامة) وقيل (من شاور اهل النصيحة سلم من الفضيحة) وقيل (اول الحزم المشورة) وقيل (المشورة عين الهداية). ومما قيل من الشعر في المشورة فقد قال بشار ابن ريد: اذا بلغ الرأي المشورة فاستعن بعزم نصيح او مشورة حازم ولا تحسب الشورى عليك غضاضة فان الخوافي قوة للقوادم وقال ابو الفتح البستي: لا تستشر غير نشب حازم يقظ قد استوت منه اسرار واعلان من استشار صروف الدهر قام له على حقيقة طبع الدهر برهان وقال شاعر: اذا استشارك مقتد بك واثق فاشر عليه وكن له نظارا وهذا مما احببت ان اذكره عن ما يتعلق بالمشورة املا ان يوفق الله المسلمين وقادتهم للتشاور فيما بينهم حيال امورهم الدينية والدنيوية ولما فيه كل خير وصلاح للامة الاسلامية والعربية والله ولي الامر والتدبير.