واصل عجز الميزان التجاري اللبناني هبوطه خلال الربع الأول من العام الجاري حيث انخفض من 2.623 مليار دولار حتى نهاية مارس 2008 إلى 2.241 مليار دولار للفترة ذاتها من 2009 أي بتراجع مقداره 382 مليوناً ونسبته 14.56 في المئة. وأظهرت إحصاءات تجارة لبنان الخارجية الصادرة في تقرير نُشر اليوم أن حجم العجز التجاري بقي أعلى بنسبة 7.8 في المئة من ذلك المسجل في الربع الأول من 2007 عند 2.079 مليار دولار. عازية هذا الانخفاض في العجز إلى تراجع فاتورة الاستيراد من 3 مليارات و498 مليون دولار لغاية مارس 2008 إلى 3 مليارات و241 مليوناً حتى مارس 2009 أي بانخفاض قدره 257 مليون دولار وما نسبته 7.35 في المئة. وأظهر التقرير أن قيمة الصادرات ارتفعت من 875 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من 2008 إلى حوالى مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الحالي أي بارتفاع قدره 125 مليون دولار وما نسبته 14.28 في المئة وذلك بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي أدت إلى تراجع أسعار السلع عالمياً وبالتالي انخفاض فاتورة الاستيراد ما استتبع انخفاضاً في حجم البضائع المستوردة في الربع الأول من العام بنسبة 9.1 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي من 3.172 إلى 2.884 مليون طن. وبيّن أن قيمة الصادرات تراجعت في شهر مارس الماضي بنسبة 10.6 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من 2008 وذلك بعد تحقيقها ارتفاعاً ملحوظاً في شهر فبراير بنسبة 44.4 في المئة بفضل القفزة الملحوظة في صادرات المعادن الثمينة لا سيما إلى سويسرا حيث ارتفع سعر الذهب مطلع العام على اعتباره ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظل الأزمة المالية وتراجع بورصات الأسهم والتغير المتواصل بأسعار العملات. وفي باب الواردات أظهر التقرير أن المنتجات المعدنية حافظت على المركز الأول في لائحة السلع المستوردة إذ بلغت قيمتها 452 مليون دولار وما نسبتها 14 في المئة من إجمالي فاتورة الاستيراد لكن قيمة هذه المستوردات تراجعت بنسبة 58 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. فيما جاءت مستوردات الآلات وأجهزة المعدات الكهربائية في المرتبة الثانية بقيمة 447 مليوناً (14 في المئة) ومستوردات معدات النقل في المرتبة الثالثة بقيمة 443 مليون دولار (14 في المئة). وبالنسبة إلى دول المنشأ أو المصدر فأوضح التقرير أن الصين حافظت على صدارة لائحة الدول المصدّرة إلى لبنان إذ استورد منها سلعاً بقيمة 319 مليون دولار وما نسبتها 10 في المئة من مجمل المستوردات. وبقيت ألمانيا في المرتبة الثانية بمستوردات قيمتها 278 مليون دولار (9 في المئة) فيما تقدمت إيطاليا إلى المرتبة الثالثة بمستوردات قيمتها 275 مليوناً (8 في المئة). أما لائحة الدول المستوردة من لبنان فأشار التقرير إلى أن سويسرا تصدّرتها حيث سجلت قيمة الصادرات اللبنانية إليها 275 مليون دولار ما يشكّل 28 في المئة من فاتورة التصدير وقد زادت الصادرات إلى سويسرا بنسبة كبيرة جداً بلغت 235 في المئة خلال الربع الأول من العام في حين حافظت سوريا على المرتبة الثانية بصادرات قيمتها 135 مليون دولار (14 في المئة) وبزيادة نسبتها 142 في المئة عن العام الماضي فيما جاء العراق في المرتبة الثالثة بصادرات قيمتها 84 مليوناً (8 في المئة). وحول الواردات الجمركية فبيّن التقرير أنها ازدادت في الربع الأول من العام الجاري بحوالى 321 مليار ليرة عن الفترة ذاتها من 2008 إذ ارتفعت من حوالى 322 مليار ليرة إلى 643.122 ملياراً هذا العام أي بزيادة نسبتها 99.7 في المئة. وتأتي هذه الزيادة رغم تراجع قيمة المستوردات ما يدل على ارتفاع معدل الرسم الجمركي على نوعية بعض البضائع الداخلة إلى لبنان.