الاعباء المنزلية خلال شهر رمضان تجعل من هذه الفترة موسم المتاعب لا تنتهي العاملة ولكثير من الباحثين عن عاملات ولا يعرفون اليهن سبيلا في ظئل غياب السوق الاندونيسية باعدادها الكبيرة وخبرائها والعمالة الفلبينية وشروطها، مقابل عمالة من جنسيات اخرى غير مؤهلة ولا تجيد التعامل او لا تتكيف مع الاسرة بسهولة مما يسبب مشكلات للطرفين. هكذا في مثل هذه الايام قبل شهر رمضان من كل عام تبدأ ظاهرة مزدوجة اولها هروب كثير من العاملات وفي هذا الشأن يشير تقرير نشر مؤخرا الى ان اكثر من ثمانمائة عاملة منزلية رفضن العمل بسبب الاعباء خلال شهر رمضان الماضي، وان نحو نسبة الهروب تصل الى 50% لاعتماد ربات البيوت عليهن في كافة شؤون المنزل، تقابله تصرفات جهل من بعض الخادمات ولا ترضى عنها الاسرة. الظاهرة الثانية الناتجة عن ذلك هي السوق السوداء التي تديرها افراد من نفس جنسيات العاملات ويعرفون كيف يتصلون ببعضهم البعض، ولا يتركون العاملة حتى يتم تشغيلها لدى اسر اخرى بأجر اعلى، ومثل تلك الاسر تفعل ذلك تجنباً لوجع الرأس من وراء الاستقدام وتكاليفه وتأخر الوقت، وشعارهم في ذلك (عاملة في اليد من السوق السوداء ولا عشرة على شجرة الاستقدام). هذه المشكلات اصبحت مزمنة، وكأن السبيل تقطع بين اجراءات وتعديلات وضوابط تلو الاخرى دون نتيجة ملموسة، واتفاقيات بعد اخرى دون تعويض السوق، واعلان عقوبات للمستغلين والمتلاعبين ومخالفين لا يرتدعون لان لهم حيلهم لمصالحهم والنتيجة استمرار الازمة والمشكلات وانتعاش السوق السوداء في ظل تعثر قنوات الاستقدام، وهذا واقع يعترف به الجميع، وما اكثر لقاءات وحوارات وزارة العمل والتضامن الاجتماعي مع شركات ومكاتب الاستقدام وخبراء هذا القطاع والغرف التجارية، ويبقى المتضرر الاكبر هو المواطن الذي يجد نفسه في النهاية (يأكل الهوا) او يلجأ مضطرا للسوق السوداء خاصة اذا كان لديه القدرة ويعمل بمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) وهي سبل مخالفة وتربك كل شيء. لقد كثرت الوعود بعسل العلاج وحل الازمة، وتصريحات استهلاكية فضفاضة عن انفراجات كبيرة ستحدث بتوفر فرص الاستقدام للعمالة المنزلية بعد التعاقد مع دول جديدة في افريقيا واسيا، لكن لم نجد طحينا ولا خبزا، ولم يتحرك العرض بالعدد الكافي من هذه العمالة، ليستمر الفراغ الذي يستغله السماسرة او تعود نسبة من العمالة الجديدة لبلادهن. هذا يقودنا الى ضرورة التركيز على اسباب تعثر الاستقدام وايضا اسباب الهروب قبل رمضان لكثرة الاعباء المنزلية في شهر رمضان، وهي لاشك مرهقة لطبيعة عاداتنا وتقاليدنا والزيارات العائلية والولائم، وهذا يسبب ضجرا لكثير من العاملات ومن لا تغادر الى بلادها قد تلجأ الى السوق السوداء طمعاً في اخر يصل الى 6 الاف ريال، وكما قلت بعض المواطنين يساعدهن يطلبهن من السماسرة، ولديهم قدرة على دفع ما تطلبه العاملة. هذه كلها جوانب متشابكة من عثرات الاستقدام وانفراط عقد الاطراف وكل يغني على مصلحته، ولا ندري متى وكيف العلاج او على الاقل التخفيف من الازمة ومتابعها وخسائرها مما يستدعي دفع الجهود نحو التعامل مع هذه المشكلات وتطبيق الانضباط والالتزام حتى لا تستمر حالة الارتباك حتى اصبح ازمة العمالة المنزلية لغزا محيرا. للتواصل: 6930973