يعتبر احمد شوقي من اكبر الشعراء العرب المعاصرين حتى لقب ب(أمير الشعراء) في العصر الحديث، واشتهر بالقصائد الشعرية العصماء في المناسبات وغير المناسبات وبصفة عامة وخاصة كالابيات التالية: قم للمعالم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا *** المشرقان عليك ينتحبان قاصيهما في مأتم والداني *** ولد الهدي فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء *** وغيرها من ابيات الحكم والامثال الرصينة والبليغة حتى ليرددها طلاب المدارس على البديهة وبكل سهولة الشيء الذي اشتهر به شوقي منذ عقود من الزمان ومن مثل ذلك بيته المشهور في الحنين الى الوظن: وطني ولو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي *** يقول مصطفى صادق الرافعي منتقداً بيت احمد شوقي هذا: وهذا البيت مما يتمثل به الشباب وكتاب الصحافة، ولم يفطن احد الى فساده وسخافة معناه، فان الخلد إلا يكون خلداً الا بعد الفاني من الانسان وطبائعه الارضية، وبعد ان تكون ارض ولا وطن ولا حنين ولا عصبية، فكان شوقي يقول: لو شغلت عن الوطن حين لا ارض ولا وطن ولا دول ولا امم ولا حنين الى شيء من ذلك فاني على ذلك احن الى الوطن الذي لا وجود له في نفسي ولا في نفسه وهذا كله لغو.. والمعنى بعد من قول ابن الرومي: وحبب اوطان الرجال اليهمو مآرب قضاها الشباب هناكا اذا ذكروا اوطانهم ذكرتهمو عهود الصبى فيها فحنوا لذلكا ومنازعة النفس هي الحنين، ومعنى ابن الرومي وان كان صحيحاً غير انه لا يصلح لفلسفة الوطنية في زماننا" انتهى من كتاب الرافعي: من وحي القلم 3/ 306 – 207ط دار الكتاب العربي بيروت – لبنان، ضبطه وصممه وعلى حواشيه الاستاذ محمد سعيد العريان صاحب كتاب (حياة الرافعي) . قلت حسبي الله والله المستعان.