بقلم: أ.د. بكر بن عمر العمري إن ما يلفت النظر حقاً في تطلعات المستقبل ومشكلات التقدم التي رسمتها خارطة رؤية (2030) وما ينوط في نماذجها وانواعها سرعة تدفق المستجدات التي تطرأ ما بين الحين والآخر من جهة، وصراع التصادم ما بين القديم والحديث، من جهة اخرى، والتحول مما آلت اليه المستجدات في تبلور المفاهيم لما يتوافق ويوافق مراحل التحديث المختلفة في النظام السعودي. من هنا ندرك ان ما رسمته رؤية (2030) ان التحديث عملية تطويرية واسعة ومتشابكة، تتوقف على قدرة الفرد على التقدم في جميع المجالات، وهو ما يتطلب ان القول ان التغير يبدأ بانفسنا كافراد. لقد حان الوقت لان يفرض التطور نفسه في مجالات عملية التحديث وهذه الفرضية كما رسمتها رؤية (2030) تمثلها تطلعاتنا حول قوتنا الاقتصادية بكل انواعها المرتقبة والشاملة وهو العبور الى المستقبل محلياً ودولياً. كلنا يتحدث عن آماله في تحقيق اهداف رؤية (2030) .. في الاشخاص.. في المواقع.. في الشباب.. وفي غمار الاماني عن التطور المنشود الذي رسمت طريقه رؤية (2030) وهو امر اصبح ملحاً ويجب الا ننسى تطوير انفسنا قال الله تعالى "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم. والحديث عن الفرد في اطار رؤية (2030) ودوره في التطور الواسع لتأكيد دوره لمستقبل زاهر يحق للمملكة ان تتقدم صوب المستقبل واثقة الخطى، طامحة الى مكان افضل تحت الشمس. إن الرسالة المقروءة بوضوح التي حملتها رؤية (2030) ان الموظف في الدوائر الحكومية عليه ان يغير اسلوب ادائه للعمل في ان تكون السرعة والانجاز وشطب الاسلوب البيروقراطي المقيت التي اشتهر بها هي علامات تحمل مسؤولية تحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة حتى يشعر المواطن بأن ثمة اهداف رؤية (2030) قد بدأت ملامحها. وفي القطاع الخاص في اطار رؤية (2030) بأن على رجال الاعمال وهم صلب العملية او بالاصح (القوة الاقتصادية الجديدة) لمستقبل متميز لان الرؤية الجديدة اسندت اليهم عمليات التنمية الشاملة والمستدامة في اطار "اقتصاد السوق" تحسين الاداء من اجل توفير فرص العمل، وفرص العمل التي تعني زيادة الدخول ورفع مستوى المعيشة وليس هناك من شك ان رجال الاعمال يسعون للربح وهذا حقهم، ولكن الربح وحده لا يكفي، وانما الاستمرارية هي الهدف الرئيسي للنشاط الخاص. ومن ثم فانهم مطالبون في اطار خطة الرؤية الجديدة (2030) بالمشاركة في مسيرة الرؤية الجديدة في صورتها المتميزة ومراحلها الاجمالية عن طريق توفير فرص العمل وزيادة الاستثمار في التنمية الاقتصادية من اجل اختراق الاسواق الخارجية لزيادة الصادرات متسلحين بالمعرفة التي تؤكد قدرتهم على المنافسة. من هنا نقول ان الصورة الشاملة للمستقبل التي رسمتها رؤية (2030) تأتي من قدرتنا على النظرة الشاملة الجامعة لكل مدخلات خطوات الرؤية الجديدة والمؤثرة في قدراتنا للوصول الى استنتاج وبالتالي الى نتيجة واضحة وهي ما تهدف اليه رؤية (2030). ونظرا لان رؤية (2030) تمثل تجسيداً حقيقياً لقدرتنا على ادارة الامور وبالذات المستقبلية، فان ذلك يتطلب تطوير انفسنا لكي نساعد فعلاً في تحقيق رسالة رؤية (2030) في احداث التطوير السليم والمنشود. آخر الحديث – فان هذه الرؤية وخطواتها المتسارعة تبدأ بأنفسنا وبداية السير على طريقتها.. والاستمرار فيه هو وضوح الهدف والتخطيط لمشاركاتنا.. فبدون نظرتنا للرؤية الجديدة وتطور انفسنا واتجاهاتنا في المشاركة الوطنية لا امل اصلاً في عبور الجسر الى المستقبل الذي رسمته رؤية (2030) اننا نحتاج الى مشاركة شاملة لتحقيق اهداف التنمية الشاملة والمستدامة يتمشى مع نظرة مهندس رؤية (2030) وصادر من انفسنا لكنه تحديث للمجتمع ووضع خطة محكمة والتنفيذ وتعبئة المجتمع كله لانجاز رؤية (2030) لصياغة الغد الزاهر.