الجنادرية – واس رصدت « واس « مشاهد من تاريخ وإرث منطقة تبوك , الذي نقل من خلاله المشاركون من أبناء المنطقة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة « الجنادرية 30» الصورة التي كان عليها واقع المنطقة من سهلها إلى الجبال ومن برها إلى البحر , إضافة إلى المهن التي كان يعمل بها الآباء والأجداد , ناقلين عبر نافذة مفتوحة الزائرين والزائرات لجناح تبوك إلى عبق الماضي التليد ، والحاضر المجيد الذي تتلاقى فيه الثقافات المتعددة التي تمتد إلى عصور ما قبل الزمن الحديث . وتواصل منطقة تبوك مشاركتها في فعاليات المهرجان الوطني بثمان حرف يدوية تتمثل في الاشوره والمخادج ، وصناعة النواظير البحرية، وفتل الحبال وتوليف الحجر، والسدو، وكذلك صناعة السفن الشراعية, إلى جانب فن الرخام والمقتنيات الأثرية . وحظي الجناح الذي يتخذ من السوق الشعبي بالمهرجان مقراً له على مدى الأيام الماضية بإقبال كبير من الزوار الذين استوقفتهم إبداعات أنامل الحرفيين , لاسيما فن « النحت على الرخام « وفن « صناعة السفن « كأحد أهم الحرف التي تشارك بها منطقة تبوك , ويعمل في جانب النحت على الرخام الحرفي حسان بن أحمد العنزي , بينما يعمل الفنان والحرفي عبد العزيز بن حسن الحلواني القادم من محافظة أملج في صناعة السفن التي قال عنها في حديثه ل « واس « أعمل في هذه المهنة منذ أن كنت طفلاً مع والدي , وهي مهنة ورثتها عنه رحمه الله والآن أنا على مشارف عقدي السادس ، وقد أمضيت في هذه المهنة سنوات طويلة كنت في بدايتها أشارك والدي صناعة القوارب والسفن الشراعية , والآن تحولت صناعتي إلى مجسمات صغيرة أمكث في نحتها وجمالها ووضع مواصفاتها نحو عشرين يوما , مستخدما الخشب السويدي , وأبيع مجسم السفينة الشراعية بما بين 3000 ريال و5000 ريال ,وقد لجأت إلى هذا العمل بعد تقدمي في السن وعدم مقدرتي على صناعة السفن الكبيرة. وأما فيما يخص الأدوات المستخدمة في صناعة السفن قال الحلواني بأنه يستخدم في صناعة السفينة وخاصة مانعرفه وكنا نستخدمه – الجنقلي – المنتي – الفيني – الفنص – الفن – الباكه – الميط – القرط – إضافة إلى المواد العضوية مثل الصل – الدامر – الحل – الشونة – الحومار والمسامير وغيرها، والأدوات المستخدمة في صناعة السفن بما يسمى العدة، الجدوم، والمنشار، والمطرقة، والرندة، ومنقر القوبار، والبلد، والخيط والطبشير وغيرها . وعن مشاركته في مهرجان الجنادرية قال : المهرجان له الفضل الأكبر في ترويج حرفنا اليدوية القديمة ولولا هذا المهرجان لاندثرت الكثير من الحرف في المملكة بجانب الدعم الذي نجده من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – ومن أمير منطقة تبوك الذي قدمنا ودعمنا لنمثل الوطن. من جهة أخرى قال حسان بن أحمد العنزي الذي قدم من محافظة تيماء وتميزت أعماله بالنحت على الأحجار الرخام : إنني أشارك في مهرجان الجنادرية للمرة الخامسة , وقد منحني الله موهبة النحت على الأحجار وخاصة الرخام حيث أعمل على نحت الدروع التذكارية والكلمات التعبيرية على واجهة الصخور لتظهر بشكلها الجمالي الذي يميزها ويميز هذا الفن الذي أعمل فيه منذ 3 عقود , ومن أهم أعمالي منحوتة على لوحة رخامية للجزء الثلاثون كاملاً للقرآن الكريم ,إضافة إلى ما أعكف عليه حالياً من نحت المصحف كاملاً على واجهات صخرية بتوجيه ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني . وأشار العنزي إلى أن طريقته في النحت تعتمد في البداية على تنظيف لوح الرخام من الأتربة والغبار، وتجهيز النص أو الرسم المراد نقشه على الرخام، بعدها يقوم بلصق مادة التجليد غير الشفاف بشكل جيد بدون تعرجات أو فقاعات، ويفضل اللون الأبيض ليغطي به السطح والجوانب، ومن ثم يقوم بتثبيت الكتابة أو الرسمة المراد حفرها زخرفة مثلًا بلاصق من جهة واحدة، مع مراعاة وزن الكتابة حسب الطلب، ثم يضع ورق الكربون تحت الورقة وتحت الكتابة، ويقوم بتثبيت الورقة تمامًا من الجهة الثانية، بعدها يبدأ برسم الكتابة كاملة بقلم جاف، وتدقيقها قبل رفع الورقة المكتوبة نهائيًا، ثم يبدأ بقص الكتابة بمشرط على شكل قلم ذي رأس دقيق بعدها يبدأ النحت الذي يخرج بشكله النهائي في علمية وصفها بالدقيقة جدا ً. وأعرب الفنان حسان العنزي في الختام عن سعادته بالمشاركة في المهرجان الوطني للتراث الثقافة في نسخته ال 30 , مؤكدا أن مشاركته تأتي تتويجاً له لإبراز إحدى أهم الفنون التي تميز بها وحظيت بتقدير عالي من زوار وزائرات المهرجان , موجهاً شكره وتقديره لكل من دعمه ووجهه وعلى رأسهم رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني .