التغيير .. رؤية القادرين والمتوثبين على احداث نقلة نوعية للمضامين والاعمال والافكار وحتى المشاريع على ارض الواقع، وهو من طبيعة الوقت، والمراحل والفصول، ولكن النفوس تأبى التغيير مخافة المجهول فقط دون حتى محاولة التعاطي مع الامر بالقراءة والدرس قبل المتابعة. في لقاء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مع المجلة البريطانية اخيرا عرج على موضوع درس طرح جزء من أسهم شركة ارامكو السعودية عملاق صناعة النفط عالميا للاكتتاب، وذهبت الامور الى تأويلات واجتهادات محلية واجنبية دون سند، واظن – لا يعني معلومة رسمية – ان الامر لا يعدو كونه طرح لبعض " مشاريع " الشركة داخليا او خارجيا للاكتتاب العام، اضافة الى عمليات البحث والتنقيب من اجل رفع كفاءة الاستثمار وعوائده الى جانب دعم الشفافية، ولا تتحدث الدراسة او الرؤية عن تخصيص أي من مراحل الانتاج الاولية اضافة الى الاستخراج لان الامور هنا جد مختلفة، وذات ابعاد سيادية، صحيح تابعت بعض صحفنا السيارة وهي تشير الى الموضوع من جانب الشركة بمعلومات يومي الجمعة والسبت الماضيين ولكني غدوت اكثر قناعة بأنها رؤية تحت الدرس، والضرس، وتذكرت ان صندوق الاستثمارات العامة سبق وان باع او تنازل عن 25 في المئة من راسمال البنك الاهلي في العامين الاخيرين ولكن لم نلمس حجم العائد على الخزينة العامة للدولة من ذلك؟ ربما قبل ارامكوا هناك قضية واشكالية صناعة التعدين التي يجب ان تنال حظا وافرا من الدعم والمساندة لتكون رافدا ملموسا في المدى المتوسط والبعيد في تنويع مصادر الدخل، اضافة الى توفير جزء من الوظائف التي تتطلع اليها خطة التحول وتشغيل المدن الصناعية المحيطة بمناطق المعادن، ومن ثم الشركة السعودية للصناعات الاساسية – سابك وتنويع المنتجات وامتلاك التقنيات المؤثرة في الصناعة، تعيد تنظيم مصادر الدخل وتعظيم عوائد الخزينة العامة للدولة، الحديث عن المدى القريب بالتخصيص المباشر والسريع وضريبة القيمة المضافة يربك التطور النوعي للاقتصاد الوطني بعيدا عن النفط ومشتقاته خصوصا بعدما حقق نموا جيدا في الفترة الماضية .. تلك وجهة نظر قابلة للصواب والخطاء في نفس الاتجاه . تذكرت حضور السيد جيم سيبوكا رئيس المجلس الأوحد لتقييم المعلمين في الولاياتالمتحدة الاميركية في المنطقة الشرقية قبل نحو عام او يزيد عندما انتقد كل اشكال الاحباط، وأوصاف التقزيم لدى منتقدي الجودة في المملكة والعالم العربي ممن يطلقون عبارات توحي بالعجز، ويصدرون احكاما بفشل حركات تطوير التعليم في بلدانهم" وقال " على هولاء المحبطين ان يبذلوا جهودهم لمواكبة حراك التغيير والتحسين في التعليم (وغيره) ان يتمتعوا بما يتحقق من نتائج ايجابية حتى يكونوا جزء من أي عمل نهضوي – الى آخره …، الجودة التي يتحدث عنها السيد سيبوكا موجودة بتفاوت وانتقائية في مؤسسات الدولة تحديدا، وليست منهجية لأنها تستند الى قوانين غير ملزمة حتى امد غير بعيد، وان وجدت لم يراعي تطبيقها صاحب القرار.