اختتم مزاد دار كريستيز للساعات والمجوهرات أعماله بأرباح تجاوزت ال 4 ملايين دولار وكانت الساعات فيها هي فرس السباق الرابح، وإن كانت بعض قطع المجوهرات استطاعت أن تخطف الأبصار للحظات واقتنصت معها أرقاما عالية. ولكن مزاد المجوهرات والساعات اعتمد بشكل كبير على الدعاية الفائقة التي حققتها مجوهرات السيدة أم كلثوم، ويجب القول بأن الدار عملت على استخدام تلك القطع كواجهة لبقية المجوهرات التي عرضت. ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أن مجوهرات كوكب الشرق تفوقت في الأسعار ولكنها منحت المزاد كله جوا خاصا متميزا. المجوهرات التي عرضت قبل المزاد وضعت في نافذة عرض منفصلة وتهادت بالقرب منها نغمات لأغنيات كوكب الشرق. المجموعة ضمت عقدا نادرا يتكون من 10 صفوف من اللآلئ الهندية والفيروز، تضمها من الأمام حلية ذهبية على شكل طاووس، العقد البديع والمستوحى تصميمه من حركة فن «الآرت نوفو» الأوروبية، و«بروش» على شكل إكليل من اللؤلؤ هدية من شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي لكوكب الشرق بمناسبة زفافه على الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، ملك مصر السابق. وبالنسبة لبقية القطع من المجموعة، فهناك طاقم من الزمرد والماس واللؤلؤ وسوار وقرطان مع متدليتين، وساعة معصمية نسائية مرصعة باللؤلؤ المستنبت والماس، مستوحى تصميمها أيضا من حركة «آرت نوفو» العالمية وأثار عرض المجموعة للبيع الكثير من الاعتراضات والتساؤلات حول بيع تركة أم كلثوم وسط نداءات إلى وزير الثقافة المصري لإنقاذ ذلك التراث. وعلى هامش الجدل الدائر يؤكد ديفيد وارين خبير المجوهرات لكريستيز أن القطع المعروضة هي آخر ما لدى الدار من مجوهرات المغنية الراحلة. لا يمكن لمن حضر المزاد إلا أن يلحظ التغيير في الجو العام للصالة التي اكتظت بالحاضرين، فحين أعلن منادي المزاد عن أول القطع من مجموعة أم كلثوم ارتفع صوت الموسيقى بنغمات من أغنية «أمل حياتي» وكأنما يريد خبراء الدار تذكير الحاضرين للمرة الأخيرة بمالكة تلك المجوهرات. ولابد من القول إن تلك التفصيلة الصغيرة أثمرت إلى حد ما إذ انطلقت الأصوات لتزايد على قطع سيدة الغناء العربي. وتهادت عارضات المزاد مرتديات أوشحة سوداء مطرزة كل منهن ترتدي قطعة من المجموعة وتمر بها على صفوف الحضور ليتمعنوا فيها، ولربما تغيرهم النظرة الأخيرة على رفع الأيدي برقم أعلى من الذي سبقه. وهكذا انطلقت المزايدة على البروش هدية شاه إيران لكوكب الشرق وسرعان ما ارتفع سعره من 3000 دولار إلى 30 ألف دولار. واشتدت المنافسة مع عرض العقد اللؤلؤي بين المزايدين في القاعة وعلى التليفون وعلى الانترنت حتى انحصرت أخيرا بين شخصين أحدهما يجلس في الصفوف الأولى وآخر في الصف الأخير بالمزايدة واستمرت الأرقام في الصعود من 8000 دولار حتى توقف أخيرا عند 80 ألف دولار عندها انطلقت القاعة في التصفيق وكأنها تبارك للمشتري. أما الساعة التي بدأت المزايدة عليها بمبلغ 2000 دولار فقد بيعت ب7500 دولار. وبقي الطاقم الزمرد والألماس والذي لم يتجاوز العطاء عليه مبلغ 38 ألف دولار وهو أقل من الرقم المطلوب وبالتالي فلم يتم بيعه. وعلى الرغم من أن ربح المزاد تجاوز ال 4 ملايين دولار إلا أنه يمكن القول بأن المزاد حقق أرباحا معقولة إلى حد ما وهو ما توقعه ديفيد وارين خبير المجوهرات في الدار الذي أشار في حديث معه قبل بداية المزاد إلى أن اتجاه السوق العالمي لا يشير إلى أسعار فجائية ضخمة مضيفا أن المزاد لم يضم قطعة تجاوز سعرها المتوقع المليون دولار، وعلى الرغم من ذلك فهو يرى أن الأسعار تجعل الوقت ملائما جدا لشراء المجوهرات بغرض الاستثمار. وعقب المزاد قال وارين إن ثلاثة أرباع القطع المعروضة تم بيعها إلى مشترين من الشرق الأوسط، وتنوعت شخصيات المشترين من 20 بلدا وان كانت النسبة الأكبر، (71%) كانت من الشرق الأوسط. ومن القطع المميزة بيعت مجموعة من العلب النحاسية تحمل توقيع بوتشيلاتي تحمل كل منها رسما لمكة المكرمة وأخرى لقباب مسجد الرسول الكريم في المدينةالمنورة وثالثة تحمل رسما لأحد ميادين مدينة جدة القديمة. العلب التي يرجح وارين أنها كانت مخصصة لحفظ المجوهرات استحوذت على اهتمام ومزايدات الموجودين في القاعة وخارجها من المزايدين على الإنترنت وعلى التليفون وبيعت إحداها وتحمل نقشا يمثل الحرم المكي بمبلغ 18 ألف دولار والتي تمثل ميدانا قديما في جدة ب6 آلاف دولار. وفي نهاية المزاد أكد خبراء الدار أن أكثر القطع التي نجحت في الحصول على أسعار عالية كانت هي الساعات التي ضمت مجموعة من الساعات الفخمة التي صممتها أشهر دور صناعة الساعات الراقية في العالم، مثل «باتيك فيليب» و«بريغيه» و«كارتييه» وأيضا مجموعة كبيرة من الساعات الرجالية وهنا يعلق وارين أن الاهتمام باقتناء الساعات بين الرجال أمر لا يعادله سوى حب امتلاك السيارات. ومن أبرز الساعات المباعة كانت ساعة معصمية تم تصنيعها بكمية محدودة في شكل «بيضة» ومزينة بمينا ملونة تظهر كاتدرائية «سانت بازيل» الشهيرة في الساحة الحمراء بالعاصمة الروسية موسكو، وحققت سعرا خاصا انطلق من 33 ألف دولار إلى 70 ألف دولار. ملخص لأهم القطع المباعة وعرضت دار "كريستز" للمزادات الشهيرة مساء يوم الثلاثاء أربعة قطع مجوهرات لأم كلثوم للبيع في مزاد حضره مزايدون من دول الخليج وأسيا وأوروبا. وفتحت الدار المجال لمزايدين من الخارج للمشاركة عبر الإنترنت، والهاتف. وعلى أنغام أشهر أغنيات "كوكب الشرق" بيع بروش بمبلغ 30 ألف دولار لمشتري من الشرق الأوسط، وكانت قيمته المبدئية 5 آلاف دولار. والبروش على شكل إكليل من اللؤلؤ المُستنبت أهداه إليها شاهُ إيران السَّابق، محمد رضا بهلوي (1919-1980) بمناسبة زفافه من الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق، ملك مصر السابق.وبيعت ساعةً معصميّةً نسائية مرصعة باللؤلؤ المُستنبت والماس بمبلغ 7 آلاف و500 دولار، وكانت قيمته الأولية 6000 دولار أمريكي. وبيع طقم مصنوع من الزمرد واللؤلؤ والألماس كانت قيمته الأولية 60 ألف دولار أمريكي بمبلغ 80 ألف و500 دولار. في حين لم تلقَ قطعة مجوهرات رابعة إقبالا، ولم تصل للمبلغ المحدد، لذلك ألغي بيعها.