ارتباط الكيان اليهودي (الاسرائيلي) بالولاياتالمتحدةالامريكية بعلاقات استراتيجية وارتباط العلاقات الاقتصادية مع بعضها البعض القائم على دعم قيادات ورؤساء المؤسسات المالية والتجارية والنفطية اليهودية الذين تمكنوا في مد فروعها في مختلف انحاء العالم تدر لها عوائد وايرادات مالية ضخمة تجاوزت ميزانيات دول كبرى مما جعل لها نفوذا وهيمنة وسيطرة اتجاه صناع القرار السياسي سواء على مستوى الرؤساء او القيادات في داخل منظومة الحكم الذين مع الوقت يخضعون لكل ما يريده اليهود من دعم مالي او معنوي حتى لا يتم اسقاطه محاولة حياده عن اهوائهم وامزجتهم او على مستوى الحزب الجمهوري او الحزب الديمقراطي اللذين يعدان اداتي الضغط في افشال اي قرار يتعلق بالقضية الفلسطينية او مسألة ايران النووي، بايهام الادارات الامريكية المتعاقبة بانه تمس (الامن القومي) الامريكي في حين في الاصل تمس امن الكيان اليهودي في فلسطين العربية المحتلة. والمشهد الامريكي الاسرائيلي بكل وضوح – في مقدرة (اليهود) استغلال العلاقات الاستراتيجية في كل ما يخدم مصالحهم كالتجسس على الدوائر الحساسة في الحكومة الامريكية التي تدخل اغلبها في نطاق الامن القومي الامريكي! وقد يستخدم اساليب التخويف بالشتم والتعهد باسقاط لكل من يتعمد المس بسياسات الكيان اليهودي. وما يحضرني الآن: شتم رئيس الوزراء الكيان اليهودي الأسبق الارهابي اسحق شارون ابان حكمه الذي استمر حتى اوائل التسعينات الميلادية الرئيس الامريكي جورج بوش (الاب) والسماح لوزرائه ايضا بشتمه ووصفه بالكذب والنفاق ثم تولى اللوبي اليهودي فيما بعد مهمة اسقاطه لصالح المرشح الرئاسي (بيل كلينتون) بسبب اقدامه بكل جرأة وشجاعة في انتقاد السياسة اليهودية الاسرائيلية من خلال ضمانات (القروض) الموجهة للكيان اليهودي في فلسطينالمحتلة التي تم استغلالها في انشاء المستوطنات الاسرائيلية داخل الاراضي. ومنذ تولي الرئيس (باراك اوباما) زمام الحكم في الولاياتالمتحدةالامريكية بدأت العلاقات فاترة بين الجانبين وقد وصلت ذروتها عندما تبادل مع رئيس الوزراء الكيان اليهودي (بنيامين نتنياهو) الاطاحة بالآخر خلال الانتخابات الامريكية (2009، 2012م) وانتخابات الكيان اليهودي (الاسرائيلي) خلال الاعوام (2009، 2012، 2015). وبلغ (نتنياهو) في قمة غروره وكبريائه في التحدي بالقاء خطاب في الكونجرس ومجلس الشيوخ الامريكي في شهر مارس 2014م دون التنسيق مع الادارة الامريكية قد ادى الى هزة غير مسبوقة في تاريخ العلاقات مع الولاياتالمتحدةالامريكية! وادى تنكر (نتنياهو) نفسه الى الاخذ/ الالتزام بمبدأ حل الدولتين عقب الانتخابات الاسرائيلية الى فقدان (اوباما) الثقة والمصداقية حول امكانية العثور على وسيلة تؤدي الى استئناف مساعي السلام مما جعله يهدد الكيان الاستعماري في فلسطين العربية المحتلة الى ان الادارة الامريكية في عهد اوباما ستعيد النظر في جوانب علاقاتها! بادر الارهابي (نتنياهو) الى الاعلان الى انه يمنع الى عقد لقاء مع (اوباما) نفسه! ومما اغاظه كثيرا وزمرته الصهاينة الى جدية تصريحات (اوباما) المتتالية لدرجة اظهار اليأس حول حصول اي حلول واقعية للقضية الفلسطينية وذهب الى اجرائه تقديرات تشير الى صعوبة تحقيق سلام في اطار حل الدولتين! كما انه ذهب الارهابي نتنياهو الى الاعلان ان ادارته الاستعمارية لا يمكنها خلق مبادرات سياسية جديدة! كشفت تصريحات نتنياهو الاستعمارية الى ان يحمل نوايا خبيثة اظهرت – بكل وضوح -حقيقة السياسة الاسرائيلية (اليهودية) التي تسعى جاهدة الى احباط مخططاتها التآمرية ضد اصحاب الحق الفلسطيني المغتصب بقوة السلاح. لم يعد المشهد الامريكي الاسرائيلي قادرا على اجراء اي تقدم في عملية السلام التي مضى على تبنيها اكثر من خمسة عقود ولا تزال حتى اليوم مكانك راوح! والمدهش ان العرب اصحاب الشأن الفلسطيني لم يبادروا الى ادخال حكومات دول الاتحاد الاوروبي ليعيدوا الامور الى نصابها سواء بالضغط السياسي او المقاطعة الاقتصادية، فليس من المعقول ان يقف الطرف الاوروبي موقف المتفرج على المشهد الامريكي الاسرائيلي الذي اصبح مجرد خداع لا يمكن السكوت عليه مع كيان استعماري لا يزال يراوغ ويخادع ويحتال من اجل اطالة امد الاحتلال لفلسطين العربية المحتلة!