الاعتذار خلق جميل ووسيلة لبقة تحفظ بها شخصيتك واحترامك بين افراد المجتمع ، ولكن تكرار الاعتذار سيؤدي حتماً الى نتائج عكسية ، اننا نعاني من عبارات الاعتذار المتكررة منذ ان نصبح حتى نمسي، فالموظف الذي ياتي الى مكتبه متاخراً تفوح من ثيابه رائحة الشيشة ليعتذر لك بان ظرفاً طارئاً تسبب في نومه متاخرا وبالتالي استيقاظه متأخراً ، وفي اليوم التالي يتكرر التأخير والاعتذار ونفس الرائحة تفوح من ثيابه ، ولكن السبب ام العيال (تعبانه شوية) ، وامام اعتذاراته المتكررة لا تجد بُداً من قبول احد خيارين إما ان تُصدق انفك الذي يشم رائحة جراك باعشن او تصدق لسان موظفك الذي يعتذر بشدة عن تأخره في الحضور في الوقت المحدد، وهكذا تتكرر الاخطاء وتتكرر معها مشاهد الاعتذار، فالبعض يحلف ويعتذر بانه لم يرى اتصالك على هاتفه الجوال رغم مرور اكثر من اربعة وعشرين ساعة على اتصالك به. وفي المقابل اعتاد البعض الاخر الرد على الاتصالات الهاتفية بقوله ( انا في الطريق … انا في الطريق ) بينما هو يجلس امامك مسترخياً، واخر يخلف موعده معك ثم يعتذر بانه ( تعبان شوية ). وهنالك اخرون يجعلون موعد الساعة السادسة ليصبح السابعة والنصف والسبب ( زحمة الطريق ) والحقيقة خلاف ذلك، ولكي ادحض حجة ازدحام الطريق فقد قمت بتجربة على ارض الواقع وقطعت الطريق من شمال جدة ( بكسر الجيم ) الى جنوبها والعودة في نفس الاتجاه ولم يستغرق ذلك ساعة واحدة. ومن الطرائف ان اجهزة كمبيوتر الاتصالات اقتبست منا اسلوب الاعتذر بان الرقم المطلوب لايمكن الاتصال به الان. اصابع الاتهام نوجهها كل يوم الى الطريق والزحام والصحة والنسيان وام العيال والاولاد والسيارة والجوال والمدير, فماذا بعد كل هذا ؟ فالطريق والمدير والجوال والسيارة وام العيال والاولاد كلها امور اساسية في حياتنا لاغني عنها و لابديل لها ، الا ان نَعي ان الاعتذار سيتحول الى خطيئة اذا اتخذناه مهنتنا واسلوبنا لتبرير سلوكيات خاطئة تضر بمصالح الاخرين ،،، ليتنا نتخلى عن سياسة الاعتذار المتكرر ونخلص النية في الالتزام بالموعد وبالكلمة وتاكد انك اذا التزمت الصدق في القول والعمل فستجد الطريق سالكاً والمدير مبتسماً وام العيال بصحة وعافية دائماً. ولاني احد افراد المجتمع فقد جاء دوري لاعتذر لكم عن الاطالة. نبيل مغربل