يقول الكاتب الفرنسي أناتول فرانس : "يتخاصم الناس بسبب كلمات، وبسبب الكلمات يقتلون ويقتتلون بطيب خاطر، إن الطفل الذي لا يعطى الحق في أن يكبر، طفل لا مستقبل له"، و"الكلمات كما يؤكد هكسلي أشبه بالأشعة السينية تخترق كل شيء إذا استعملناها بالشكل الصحيح". نعم فالكلمة تخزن في العقل الباطن ويرى من خلالها الشخص نفسه، وقد يتصرف على أساسها بدون وعي، فالمرأة إذا ما وجه إليها كلمات من قبيل قبيجة أو فاشلة، فإنها فعلا سترى نفسها هكذا. لذا إذا كررت على مسمعك وبصوت عال أنك قادر وناجح وواثق فحتما ستخزن هذه الكلمات في دواخلك وستتصرف على أساسها. الحب أيضا يصنع المعجزات، وأقصد الحب بشموليته الإنسانية والطبيعية، لو أحببت نفسك ستسعى لإنقاذها من العثرات وستنجح إن أحببت عملك، وإن أحببت عائلتك ستنجح في بناء علاقة متنة معهم. ولعل الأهم من هذا كله إيمانك بمبدأ أيا كان، لتكون دواخلك ممتلئة، فقياس الشخصية يبدأ منا، ثم يمتدد إلى أحكام الآخرين علينا ويجب علينا أن لا نأخذها بعين الاعتبار كثيرا إلا إذا كانت من أشخاص نثق بأنهم يقصدون البناء لا الهدم. إن سلوكنا في نهاية الأمر يعتمد على عالمنا الذاتي الداخلي، وهذا ما يجعل غالب المشكلات التي يتعرض لها الشخص ترجع لإدراكه للأحداث والأشخاص وليس لواقع هذه الأحداث والأشخاص بحد ذاتهم. نعود لصلب الموضوع "كلمات"، لتكن كلماتنا للكون فسيحة بحجم السماء، خضراء كربيع جاء على غفلة، لتكن قوية واثقة متزنة ومعبرة، لا يذهب الخوف إلا الخوف، وكل ذلك يكون بالكلمة. الكلمة معجزة وأداة حرب، إنها كالسكين، يمكن أن تقشر بها تفاحة ويمكن أن تقتل، فلنستخدمها بالشكل الصحيح، جربوا وأخبروني بالنتيجة. أصدقاء الحرف فِيْ دَفْتَرِي سَأَرْسُمُ لَكَ فُصُوْلاً شُخُوْصَهَاْ مِنْ جَذْوَةِ الْأَشْوَاْقِ (تَ حْ تَ رِ قُ) سَأَرْسُمُ لَكَ الْأَلَمَ مُتَّجِهًا صَوْبَ (الرَّحِيْلِ) قَلْبًا مَحْفُورًا فِيْهِ حُبَّكَ وعِقْدًا مِنْ يَاْسَمِيْنٍ يَفُوْحُ عِشْقًا وَوَعْدًا بِأَلَّا نَفْتَرِقَ (لَكِنْ): هَلْ سَتَقْبَلُ بِامْرَأَةٍ هي كُتْلَةُ (أَحْزَاْنٍ) وَأَحْلَامٍ مِنْ وَ (مُ تَ نَ اْ قِ ضَ اْ تٍ) (وَرَقٍ) ؟. إعلامية وشاعرة أردنية [email protected]